قال عبد الفتاح الفاتحي الخبير والباحث المتخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية تعليقا على الاحتجاجات الجارية حاليا بمخيمات تندوف أنه على المنتظم الدولي تحمل مسؤوليته الكاملة حيال ما يجري للصحراوين، وطالب بتوفير الحماية للمحتجزين داخل المخيمات من بطش قيادة البوليساريو. وأضاف الفاتحي في تصريح للموقع أن الاحتجاجات المتصاعدة الآن داخل مخيمات تندوف ستستمر رفضا لواقع مأساوي مرفوض لأنه حاط من كرامة الإنسان والإنسانية، ولنا في ذلك أن ننتبه إلى رفض محجوبة الدف للعيش به، فاضطرت لأن تخوض مغامرة الهروب تحت جنح الظلام. وأكد المتحدث أن الشابة محجوبة الداف وككل شباب جيلها تتوق إلى الحرية والخروج من جحيم الاحتجاز بمخيمات تندوف، باعتباره فضاء فاقد للشرعية القانونية وفاقد لشروط الإقامة الإنسانية، فضلا عن أنه مشروع يتاجر فيه بمصير الآلاف من الصحراويين أمام مرأى ومسمع العالم. ولفت الخبير إلى أن حالة الشابة محجوبة الداف تشكل عنوانا للرفض الجماعي لساكنة المخيمات لواقع الاحتجاز ورفض للمجموعة الفاسدة التي تتاجر بمصيرهم أمام أعين المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والجهوية، دون أن تقوم بالمطلوب بفك حالة الحصار المضروبة على المخيمات، وتوفير الحماية الدولية لهم، حتى تستطيع أن تعبر عن طموحاتها بكل حرية من نزاع الصحراء ومن مستقبل وضعية اللجوء تبعا لاتفاقية جنيف للاجئين 1951. وطالما أن مقدمات الغاية السياسية لجبهة البوليساريو غير شرعية، يضيف الفاتحي انه من الطبيعي أن تتضمن البوليساريو عناصر فنائها على مسار من العبث بمصائر أناس احتجزتهم بداعي الاستقلال أو تأسيس وطن بلا خريطة. وعليه يقول الباحث المتخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية إن تجمعا فاقد للشرعية، يدبر بقيادة متهمة بأبشع الانتهاكات الحقوقية، وقد تغولت بالفساد المستشري على حساب المستضعفين من المحجزين، لا بد أن تنهار يوما ما بسبب تجدر فسادها. وشدد الفاتحي على أن تصاعد الوعي الشبابي بمخيمات تندوف من جيل محجوبة سيزيد من مطالب التغيير، وبذلك ستتسع قاعدة شباب التغيير لأن تفرض رؤيتها لمستقبل الصحراويين بالمخيمات بعيدا عن تدبير قيادة البوليساريو الشائخة. وحول التحديات التي تفرضها الاحتجاجات على قادة الجبهة، أكد الخبير المتخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية عبد الفتاح الفاتحي ،أن الاحتجاجات سيتواتر بأشكال متنوعة في ظل عجز قيادة الجبهة على التفاعل مع مطالب المحتجزين، وهو ما سيشكل مدخلا للتغيير، عبر تراكم الورقة الحقوقية والحاجة إلى أحداث تغييرات جوهرية سياسية واجتماعية وثقافية في أفق إيجاد حل سريع لمشكلة المحتجزين داخل المخيمات. واستطرد الخبير المغربي مؤكدا أن تطور الأحداث داخل مخيمات تندوف يؤكد بأن الصحراويين باتوا اليوم أكثر قناعة من حتمية النضال للتغيير وضمان عناصر استمرار الاحتجاج ضد فساد قيادة البوليساريو التي أصبحت تهدد باستعمال الرصاص الحي في حق المحتجين، وأمام هذا الواقع فإن المخيمات في حاجة إلى حماية دولية أكثر من أي وقت مضى. ودعا الفاتحي في هذا الصدد الأممالمتحدة إلى تسريع عملية إحصاء سكان مخيمات تندوف، وإنهاء مأساة المحتجزين بمخيمات تندوف وفقا لمواثيق القانون الدولي ولا سيما اتفاقية جنيف 1951، إما بتوطينهم في الجزائر أو إعادتهم إلى الأقاليم الجنوبية أو بترحيلهم إلى دولة أخرى. إن الصحراوين المحتجزين حسب تصريحات الخبير المغربي قد فقدوا الثقة في قيادة البوليساريو الفاسدة ولذلك ليس أمامهم من بد غير الثورة على الطغمة الفاسدة حتى يستطيعوا أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم.