بعد قرابة أسبوع على مقتلها، لا زالت قضية الطفلة مريم، ذات السنتين وعشرة أشهر، تخيّم على أجواء حي السلام بمدينة أكادير، وذلك بعد إطلاق سراح قاتلتها، الطفلة آية التي لا يتجاوز عمرها تسع سنوات، بحجة صغر سنها وانتفاء المسؤولية الجنائية، رغم اعترافها للشرطة بارتكابها للجريمة. و حسب ما جاء في تقرير الأمن الوطني، فإن الأمر يتعلق ب”الضرب والجرح المفضي إلى الموت”، حيث انتقلت الشرطة يوم 24 أكتوبر الجاري، إلى حديقة إقامة سكنية بالحي المذكور، لتقف على حالة طفلة صغيرة في وضعية جسدية حرجة استدعت نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى الحسن الثاني بالمدينة، إلا أنها فارقت الحياة متأثرة بجراحها. الراحلة مريم، المزدادة شهر يناير 2012، تم العثور عليها وهي تعاني من رضوض على مستوى الوجه، وزرقة تحيط بعينيها، فيما يسيل الدم من أنفها وفمها، لتبدأ الشرطة تحرياتها، ويتبين لها أن طفلة أخرى كانت تلعب معها في حديقة الانبعاث، هي صاحبة هذه الفعلة، بعدما استدرجتها إلى حديقة الإقامة حيث تسكن. وذكر التقرير أن أم مريم اصطحبتها إلى حديقة الانبعاث رفقة ابن آخر لها، وتركتها تلعب مع طفلة أخرى، دون أن يثير ذلك مخاوفها، إلا أنه بعد دقائق، اختفت الطفلتان معاً، ممّا حذى بالأم إلى إعادة ابنها إلى المنزل والعودة من أجل البحث عن مريم (الصورة)، قبل أن يثيرها منظر تجمهر الناس في حديقة صغيرة لإقامة سكنية، وهناك وجدت ابنتها مغمى عليها. وأفاد التقرير أن الطفلة آية اعترفت أمام الشرطة بأنها اقتادت مريم بقرب الإقامة السكنية حيث تقيم، ثم عرّضتها للضرب، قبل أن تخنقها وتلوذ بالفرار. وقد تحدثت مصادر من عائلة الراحلة عن أن آية استعملت حجراً أثناء ضربها لمريم، بينما أشارت مواقع إلكترونية إخبارية إلى أنها أسقطتها على الأرض بقوة. و قالت سيدة من عائلة الراحلة مريم، إن وكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بأكادير استنطق البارحة مجدداً الطفلة آية، وقرّر أن تتم إحالتها على طبيب نفساني، لا سيما بعد تردد أخبار تشير إلى معاناة الطفلة من اضطرابات نفسية. وأضافت المتحدة أن عائلة الفقيدة لا تطالب بإدخال آية إلى الإصلاحية أو معاقبتها، بل تطالب بأن تتم معالجتها نفسانيا، وعدم تركها تعود إلى المدرسة أو الفضاء العام من جديد حتى يتم التأكد من أنها لا تشكّل خطراً على الأطفال. وهذه ليست المرة الأولى التي تعتدي فيها آية على طفلة حسب ما أكده أحد جيرانها، فقد سبق لها خلال أيام عيد الأضحى، أن ضربت بقسوة طفلة كانت تلعب معها، ممّا يؤكد وفق عائلة الراحلة مريم، أن آية تحتاج لعلاج نفسي في مؤسسة صحية عوض إرخاء سبيلها دون أخذ أيّ تدابير. اسماعيل عزام. هسبريس