« مشينا للحمام نبياضو.. زدنا الهم على سوادو ..» هذا المثل الشعبي الذي يردده المغاربة كلما ازدادت أوضاعهم سوءا أو بمراهنتهم على حلول فاشلة ، ويصدق المثل على مشروع القنطرة العملاقة التي شيدت بمفترق الطرق بمدخل حي بنسركَاو بالطريق الرئيسية رقم 10 الرابطة بين أكَادير وإنزكَان ، والتي تستحق أن تكون ضمن برامج مشاريع عملاقة لقناة ناشيونال جيوغرافيك ، حيث بلغت تكلفتها الإجمالية 270 مليون سنتيم ، إذ بعد طول ترقب من الساكنة البنسركاوية وبعيد الإنتهاء من أشغال هذه القنطرة حيث تعتبر نقطة العبور الرئيسية نحو محطة الحافلات وسيارات الأجرة الكبيرة أو نحو مقر سكناهم بحي أغروض.، فوجئت ساكنة أن المشروع الذي استبشرت به خيرا ، فعوض أن يضمن تأمين حياة السائقين ومستعملي الطريق ، أصبح اليوم كابوسا مزعجا بحيث لم يراعي كبار السن، ذوي الاحتياجات الخاصة، الجنازة ، وحتى العامة فيجب على كل من اراد عبوره أن يتوقع أي شيء يصادفه ( مشرمل ، كلب مسعور...) ، وقد عبر البنسركاويين عن امتعاضهم و سخطهم على هذا المشروع من خلال سخريتهم بالقول : " الداخل إليها مفقود و الخارج منها مولود" و قال أخر : " إذا كانت باريس تفخر «ببرج إيفل» وبروكسيل بمتحفها الطائر «الأطوميوم»، و نيودلهي «بالتاج محل» ، فإن من مفاخرنا هذه القنطرة التي تعتبر ثاني تجربة بعد مدينة الدارالبيضاء كما قال السيد طارق القباج عند تنصيب القنطرة عبر تصريحه ، إلا ان الفرق بين هاتين التجربتين هي أن الأولى أحدث لخدمة الصالح العام و الثانية لتبذير المال العام . المصلحة العامة لسكان بنسركاو هي إنشاء ملتقى طرقي مما يساهم في تأمين حركة السير وضمان التدفق السلس لوسائل النقل و الراجلين وحل مشكلة حوادث السير من خلال وضع إشارات ضوئية بتكلفة أقل . ويمكن القول أن بنسركاو و ساكنتها تدفع ضريبة التقسيم الجغرافي عبر انضمامها لبلدية اكادير سنة 2003 ، عبر تهميشها على جميع الأصعدة ( تنمويا و اجتماعيا و صحيا و رياضيا و امنيا ...) وليس لنا سوى الحسرة على ماضيها الجميل رغم بساطته بالقول : "إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا بنسركاو لا محزونون"