مصاريف رمضان. الدخول المدرسي ثم كبش العيد سلسلة نهشت ومازالت تنهش جيوب المواطن المغربي الذي سيقاتل حتما من اجل تدبير شراء الكتب المدرسية بعد عطلة صيفية بموجة حارة على الجيوب استنزف معها المواطن كل الدريهمات المتوفرة في شراء لاكلاص الصيف والمونادا الباردة. فكبش العيد الكبير الحولي السمين او عتروس المعزي لمرضى السكري والكولسترول والنعجة زوجة الخروف بالنسبة لذوي الدخل المحدود لا ننسى لباس العيد التقليدي الجلابة البلغة. يوم العيد يوم فرحة الصغير قبل الكبير يبتدئ بمائدة الرحمان من اشهى اطباق الحلويات وبراد آتاي المنعنع فالمسمن والبغرير الكيك كل حسب مقدوره. صلة الرحم عنوان العيد تلك الصلة التي تخلى عنها الكثير والكثير من العائلات اما بسبب مشاكل الارث او نقاشات عائلية تافهة تنتهي احيانا بقطيعة قد تستمر الى الممات والعياد بالله. ثم وقت الذبيحة اللحظة المميزة في العيد يجتمع لها كل افراد العائلة في جو حميمي يسوده التعاون الاب يذبح الاخ يسلخ الام والابنة تهيء قطبان العيد ورائحة الشواء تغمر المكان. يوم العيد عبارة عن 24 ساعة كباقي ايام السنة لكن الاعداد له قد يصل الى الثلاثين يوما في سباق مع الزمن لجمع ثمن الاضحية ومستلزمات العيد من شواية جديدة قطبان جديدة على غرار باقي العائلات المغربية. حتى ان كثرة السكاكين المعروضة للبيع قد تفزع السائح الاجنبي فيحسب انها مناسبة لقطع الرؤوس على شاكلة داعش بالعراق. عواشركم مبروكة جملة ستسمعها 10 ايام قبل العيد و عشرة ايام بعد العيد الى ان ينتهي كبش العيد وتنتهي معه جملة مبروك العواشر. السؤال الذي يطرح نفسه هو هل العيد مناسبة لأكل الاضحية فقط ام مناسبة لمسح دمعة اليتيم ومؤازرة الفقير ومحاولة ادخال البهجة على المريض والمحتاج فئة اجتماعية نكاد ننسى وجودها خصوصا حين ترى يوم العيد كل الاسر فرحة بكبش عيدها وكل اطفالها يتباهون باللباس الجديد مقابل جيران او معارف او حتى مساكين لم يفرحوا لا بشراء الاضحية ولا بإسعاد براءة اطفال بلباس العيد. او ليس القران الكريم حث على الصدقة فما بالك بيوم عيد وجب فيه التصدق على المساكين وذوي السبيل بما جادت به الايادي في يوم يعد مناسبة للتذكير بفريضة الصدقة على المحتاج لا بإشباع بطن حتى التخمة والبحث في اليوم التالي على دواء للحد من هذه التخمة. فلنحافظ على اواصر الحنان والعطف ولنعمل على احياء قيم الحب والتسامح والصدقة في زمن ضاعت فيه كل القيم الانسانية.