الصورة ارشيف كانت الساعة تشير إلى 10 ليلا عندما تناول الفقيه، وهو في عقده السادس، وجبة العشاء بمعية ابنة أخته المتزوجة بدوار اكيس بجماعة الدير، دخل الفقيه كعادته في أحاديث عامة حول شؤون الدنيا والدين مع الأسرة الصغيرة قبل أن يغادر المنزل مودعا ابن أخته، لكن دون أن تدري الأخيرة أن خالها ينوي تنفيذ فعل مشين في حق نفسه، تبادل الإثنين النظرات الأخيرة، تم أغلقت الباب وراءه لتخلد إلى النوم. تنفيذ الإنتحار فيما الفقيه توجه صوب المسجد، حيت يتوفر على غرفته الخاصة التي يتخذها مكانا للنوم، ليقرر في النهاية وضع حد لحياته ويستجيب لنداء الشيطان، أصر على أن يصحب معه سره الدفين إلى مثواه الأخير بعد أن يغادر هاته الحياة، حيت لف حبل حول رقبته وأوثقه بإحكام بأعلى سقف البيت، قبل أن يصعد فوق درج من الاسمنت، ويقدم على تنفيذ عملية الانتحار، تاركا وراءه زوجته وأبناءه الستة. اكتشاف الجثة ظلة جثة الضحية معلقة طيلة ليلة الأربعاء، إلى غاية صباح يوم الخميس، حين اتصلت أسرته الصغيرة القاطنة بمدينة أولاد تايمة، تسأل عن والدها، بعد أن تغيب على غير العادة عن الحضور إلى منزل الأسرة كل يوم الخميس، عائدا بقفته الأسبوعية التي تحوي بعضا من المواد الغذائية وخضر وفواكه...، تسرب الشك إلى زوجته وأبناءه من احتمال أن يصيب والد مكروه، ربطت الأسرة الاتصال شقيقه القاطن بنفس بالدوار، فتش عنه ببعض الأماكن العامة التي يرتديها دون جدوى، قبل أن يخبره بعض الجيران، أن الهاتف النقال للفقيه ظل يرن من داخل المسجد لمرات عديدة دون مجيب، توجه الشقيق مباشرة صوب المسجد، ليقف مشدوها من هول منظر جثة أخيه معلقة إلى الأعلى وهي هامدة. شيوع الخبر مباشرة بعد شيوع الخبر، تم ربط الإتصال بممثل النيابة العامة بتارودانت، ليحضر إلى عين المكان السلطات المحلية بقيادة سيدي موسى الحمري، وعناصر الدرك الترابي بأولاد تايمة، الذين قاموا برفع البصمات على جثة الضحية واخذ صور جانبية لها ثم تجميع المعطيات المادية بمسرح الجريمة لاستخدامها في عملية التحقيق، وقد أكدت مصادر الجريدة في هذا الصدد، أن جثة الهالك التي لم يظهر عليها أي اثر للضرب والجرح أو اعتداء يوحي باقتراف الجريمة من فعل فاعل، قبل أن يتم استدعاء سيارة نقل الأموات تابعة للجماعة أقلت جثة الهالك إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني باكادير قصد تشريحها ومعرفة أسباب الوفاة. حسرة بين أهالي الدوار وفاة فقيه الدوار بهاته الطريقة، تركت أسى كبيرا وأثرا بالغا بين ساكنة دوار ايكسي الذين عبروا عن أسفهم لفقدان فقيههم الذي ظل قيد حياته نموذجا في التفان في عمله من خلال إمامته للناس لمدة تزيد عن 37 سنة أي منذ سنة 1976 ، كما ظلت دروس الوعظ والأرشاد التي يلقيها بين الفينة والأخرى طيلة هاته السنوات حاضرة بين أعينهم ، لكن السبب الحقيقي لإقدامه على وضع حد لحياته سيظل لغزا يحيرهم، خصوصا وأن الفقيد معروف بسيرته الحسنة وذماثة خلقه مع الجميع، كما انه كان بصحة جيدة لم يعاني قيد حياته من اضطربات نفسية يمكن أن تكون دافعا وراء انتحاره.