قال السيد لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، إن ما يقرب من 18 في المائة من خريجي المعاهد الوطنية وكليات الطب اندمجوا في أسواق الشغل الأجنبية خاصة بأمريكا الشمالية وأوروبا. وأوضح الوزير في كلمة بمناسبة افتتاح الدورة 23 للملتقى الدولي للطالب، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الجامعة المغربية في تحول للعمل على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق في مجال المعرفة والكفاءات، مشيرا إلى عدد من أوجه القصور خاصة ما يتعلق بجودة التكوين والطاقة الاستيعابية. وبعد أن شدد السيد الداودي على أهمية جودة التعليم والتكوين المهني باعتباره عناصرا رئيسيا لتحفيز النمو الاقتصادي للمملكة وتطوير القدرة التنافسية، أشار إلى أن العديد من الإجراءات تم اتخذها في هذا الاتجاه، لتوفير حلول فعالة وإجابات مناسبة لهذه القضايا. واعتبر أن عدد الطلبة بالمغرب، الذي لا يتجاوز 615 ألف طالب، لا يزال "منخفضا جدا" في بلد يتجاوز عدد سكانه 35 مليون نسمة، وكذا إذا ما قورن بعدد من البلدان مثل إيران، حيث يقارب عدد الطلبة بها 5 ملايين، أو بكوريا ثلاثة مليين ونصف. وأكد أن الجامعة تلعب في الوقت الراهن دور قاطرة التنمية والتقدم، مما يتطلب توفير الكفاءات البشرية والتقنية اللازمة لتحسين جودة التكوين وتقريبه من المواطنين. من جانبه، قال الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، السيد عبد العظيم الكروج، إن إصلاح نظام التعليم والتكوين المهني لا يمكن تصوره إلا في إطار شامل، بحيث يمس الجوانب المختلفة لهذا النظام خاصة جودة التكوين والمكونين. وأوضح السيد الكروج أن هناك عنصرين أساسيين في مصير الطالب يجب أخدهما بعين الاعتبار، التوجيه والمعلومات، مبرز في هذا السياق أهمية مشاركة، الجميع ومن كافة شرائح المجتمع من سلطات عامة وفاعلين خواص وأولياء أمور الطلبة في تعريف بالخيارات المناسبة. ومن جانبه، أشار السيد محسن برادة رئيس مجموعة الطالب المغربي الجهة المنظمة لهذه التظاهرة، إلى أن التطور التكنولوجي للمعلومات أحدث تغيرات عميقة في المجتمع المغربي، وكذا بالتعليم والمعرفة والولوج إليها، مضيفا أن التعليم أصبح الدعامة الأساسية للقدرة التنافسية الحادة. وتعرف النسخة 23 للمنتدى، الذي يمتد حتى 27 أبريل الجاري، مشاركة أزيد من 750 عارض من مغاربة وأجانب خاصة ألمانيا وكندا والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وروسيا وتركيا. وتشكل هذه التظاهرة، التي تعد حدثا رئيسيا في عالم التعليم والتكوين على المستوى القاري، مرجعا لا محيد عنه لتوجيه الطلاب وكذا للآباء لاكتشاف كل الإمكانات للدراسة سواء في المغرب أو الخارج. ومن المنتظر حسب المنظمين أن تستقطب هذه الدورة، التي تأتي في سياق تميز بالوعي بالحاجة الماسة للتربية والتعليم، ما لا يقل عن 300 ألف زائر. ويشارك في دورة 2014، التي تهدف إلى تقوية الجانب المتعلق بالمعلومات من أجل تعزيز توجيه أفضل للشباب، على الخصوص الوزارات المعنية والمكاتب والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والجامعات، ومدارس التكوين الأطر والمدارس العليا والمهنية العامة والخاصة الوطنية والأجنبية، وجمعيات للتوجيه، فضلا عن جمعيات الآباء. كما يتضمن برنامج المنتدى تنظيم مؤتمرات المناقشة ينشطها مربون والمهنيون وصناع قرار من عالم التعليم والتكوين والتشغيل.