نهار أمس الخميس ، ذُهل سائر من حضر فعاليات الحفل الرسمي لموسم الولية الصالحة " تعلاط " الذي اختتم بجماعة " تسكدلت " التابعة للدائرة الجبلية لأيت باها . ففي سابقة من نوعها بالإقليم ، تفاجأ المشاركون ، بمن فيهم أعضاء الوفد الرسمي وعامل الإقليم بنفسه ، من تلقائية وعفوية فقهاء وعلماء أبدعوا في حينها قصائد شعرية ونظم لمدح شخصية عامل الإقليم عبد الرحمن بنعلي ، وهو ما يعتبر إلى الآن حدثا فريدا من نوعه منذ إحداث الإقليم إداريا . ويرى المراقبون لهذا الموسم الديني الذائع الصيت ، أن هذا الاستقبال الأدبي والإبداعي الذي أفرده مسؤولي المدارس العتيقة ومريدي الزوايا والعلماء المشاركين ، لعامل اشتوكة أيت باها عبد الرحمن بنعلي ، نابع من مصداقية تحركاته الأخيرة لضبط المناخ العام في الحقل الديني بالمنطقة ، وتحفيز هذه المنارات العلمية على إبداع أشكال جديدة من مقاربات التواصل والانفتاح والانسجام باتجاه محيطها ، فضلا عن السرعة الثانية التي واجهت به السلطة الإقليمية سائر المتاريس التي وُضعت في عجلة السير العادي بعدد من المؤسسات نظير " معهد التعليم العتيق " بأيت مزال الجبلية ، وفق خلفية تتغيى تخريج أطر وعلماء يدافعون عن الثوابت الإسلامية ويدعون إلى العض بالنواجذ على البيعة وإمارة المؤمنين باعتبارها الضامن الأساسي لوحدة هذه الأمة . الحفل الديني الذي شاركت فيه مختلف المدارس والزوايا ، تميز أساسا بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، رفعت أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة . وكان العامل قد شدد مؤخرا ، على ملحاحية دعم هذا التعليم من خلال إشراك فقهاء المدارس العلمية بالمنطقة والجهة ، لا سيما الذين انخرطوا في منظومة إصلاح التعليم العتيق ، بالإضافة إلى تعزيز فرص ربط علاقات شراكة مع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمؤسسات الحكومية والجماعات المحلية،والجامعات والمجتمع المدني الفاعل . والظاهر أن التوجه الجديد في تفعيل وظائف هذه المؤسسات التعليمية العتيقة بالإقليم ، تذكيه مبادرة الدينامية التي ميزت التحركات العاملية الأخيرة لتخصيص أزيد من 3 ملايين درهم لتأهيل هذه المدارس ، وإعادة الاعتبار لها ، وتحسين جودة الخدمات المقدمة بها ، والنهوض بأوضاع الطلبة . وهي بذلك ، يراد منها أن تشكل قلاعا حصينة للإسلام السني القائم على الوسطية والاعتدال ، وتحبيب الدين إلى عامة الناس دون تنفيريهم ، والعمل بالمذهب المالكي الذي يراعي المصلحة المرسلة .