تعددت الحكايات والشكايات،والقاسم المشترك واحد؛نهب وسرقة دون تحديد الفاعل،وغياب تحقيقات فعلية في المسألة ,تلك هي وضعية الأمن بجماعة'أيت ميلك.فلا يكاد يمر شهر حتى تسمع بوقع سرقة هنا أو هناك.منازل سرقت ودكاكين نهبت والمارة إعتُرِِضت ،فمن الضحايا من فارق الحياة ومنهم من إنتُزع منه المال تحت وطأئلة التهديد بالسلاح،ومنهم من تفاجأ بإقتحام منزله والإستلاء على ممتلكاته...إنها السِّيبة بعينها...وماأشبه الليلة بالبارحة ، قبل أيام قليلة وفي واضحة النهار وبكل جرأة،إقتحم مجموعة من اللصوص منزلاً وسط دوار ''قصبة تلاغت ''ونهبوا جل محتواه مستغلين غفلة أهله ،فخلفوا بذلك في نفوس الساكنة رُعباً وهلعاً،ليطرح السؤال من جديد من الفاعل ؟. إنه السؤال الإشكالي والصعب الذي عجزت السلطات المحلية عن الإجابة عنه،أو أنها ربما تراه كما يراه الفلاسفة: " الأسئلة أهم من الأجوبة ".أنا طبعاً لا أعتقد ذلك ، بل أفسره بالتقصير وبالامبلاة،فلو كان الأمر متعلقاً بمنزل أو ممتلكات سائح أجنبي أو مسؤول كبير في المنطقة لا رأيت من الأمر عجب،ولشُكلت لجان لدراسة الملف ،ولستُدعي الجميع لسؤال.لكن عفواً، الأمر يتعلق هنا بالضحايا البسطاء ،الذين لايملكون سوى الإستسلام وعتبار كل شيء قضاء وقدر.هنا الناس لا يملكون إلا الدعاء ويؤمنون بأن دعواتهم ستصل إلى السماء،إذ هي عاجزة عن وصول إلى أذان الرؤساء.نعم إنه المشهد الحاصل ،فكثيراً ما طلبت الساكنة السلطات الأمنية بضرورة التدخل العاجل، من أجل الضرب على يد المعتدين وإعتقال أفراد هذه العصابة ،التي يبدو أنها أصبحت أكثر تنظيماً وجرأة. إستفحال ظاهرة السرقة ،قلق تتشاركه ساكنة جماعة أيت ميلك بوجه عام وقصبة تلاغت بوجه خاص،التي أصبح أرضها فضاءً مناسباً للسطو والسرقة. بل العجيب ،أن السكان هم الموكولون بالقبض على المجرمين وتسليمهم لسلطات لا أبلغ فقبل أشهر قليلة إستطع سكان دوار '' توخياط '' أن يلقوا القبض على مجرم يشتبه بإرتكابه لمجموعة من جرائم السرقة وإعتراض المارة فتم تسليمه للعدالة، التي ننشدها بهذا المقال ،لذلك المواطن الضعيف البسيط، الذي لايريد سوى الأمن والأمان. أيها الفضلاء: إنني بهذا المقال أدق نقوس الخطر،حتى لا يُتخذ الأمن موضوعاً يؤخر فيه النظر.إنني أتساءل وبكل حسرة ،أين هؤلاء المنتخَبين الذين يدَّعون تمثيل الساكنة ؟ أين هؤلاء الذين تراهم أيام الإنتخابات كل في مكان , ولو هربت إلى غيرها لوجدتهم هناك واقفين منتظرين،كأنهم أخَاطِبُُ متعدد الأطراف؟ أين هم في إيصال شكاوي الناس إلى المسؤولين وصناع القرار ؟ .ثم بالمقابل أوجه رسالةً إلى المجتمع المداني الممثلاً في عشرات الجمعيات في المنطقة،إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف من أجل إحياء روح الربيع العربي في المنطقة والتشبع بثقافة الإحتجاج السلمي طبعاً بتقديم الشكايات والعرائض إلى أعلى مناصب القرار ،حتى تُفتح التحقيقات وتُقلع هذه الظاهرة من جدورها ويُرفع الحَيْفُ عن السكان وتُأمن أوضعهم....وتذكروا دائماً الحق يُُأخذ ولا يُعطى.