فتيات في عمر الزهور وبعضهن وجدن أنفسهن بدون سابق إنذار قد انغمسن في عالم الدعارة من أوسع أبوابه، مدفوعات دفعا من طرف آبائهن إلى ممارسة أقدم مهنة في التاريخ رغبة منهم في مضاعفة مدخول الأسرة، لتلبية حاجياتها والحصول على الكماليات، بل منهم من يتفاوض على أجساد بناتهم مقابل مبالغ مهمة، والنتيجة إما اعتقالهن على إثر القيام بحملات أو الانخراط في عالم الدعارة بلا حدود. «الأحداث المغربية» التقتهم وتنقل حكاياتهم في هذا الروبرطاج كما استمعت إليها. «راني عييت واش ما كتشبعش، فيما تشوفني تكول ليا اعطني لفلوس، وبزاف هاذ شي، فيما جيت نشوف لوالدة تسنى نعطيك لفلوس، يالاه عطيتك عشرين ألف ريال ديك سيمانا». قبل أن تمتطي حسنى ذات الثلاثين سيارتها الفارهة، قالت لوالدها الذي كان يهددها ب «السخط»، «راني كندوز خمسة فنهار واش باغينا ندوز عشرا باش نعطيك حتى تشبع وموحالش!!». انطلقت السيارة بسرعة أمام ذهول بعض الجيران خصوصا أولائك الذين لم يشهدوا مثل هذا الحوار بين أب وابنته، أما الذين عايشوا «المعارك» التي تنشب بين أفراد الأسرة بين الفينة والأخرى فهم يعلمون أن الأب جنى كثيرا على ابنتيه حسنى وتوأمها حسناء. حسنى وحسناء والوالد «المحترم»! حسنى وحسناء تبلغان من العمر ثلاثين سنة، توقفتا عن الدراسة منذ فترة طويلة. انخرطتا في شبكة للدعارة للخروج من الفقر المذقع الذي كانت تعيشه الأسرة. تقلبتا في أحضان العديد من الرجال ولم تتجاوزا بعد السادسة عشر، وفي العشرين أصبحتا محترفتين، ثم بعد عشر سنوات أصبحتا تديران شبكة للدعارة. لم تتوقف الشقيقتان عن ممارسة الجنس مع العديد من الرجال، خصوصا الأثرياء منهم، فمازالت حسنى وحسناء مطلوبتان في سوق الدعارة، لأنهما تتميزان بجمال يفتن زبناءهم. استطاعت حسنى وحسناء أن تنقلا عائلتهما من الفقر الذي تعيشه، بحيث اشترتا لوالديهما شقة بأحد الأحياء الراقية بمدينة الدارالبيضاء وخصصتا لهما أجرا شهريا يقدر بثلاثة آلاف درهم، إلا أنه بعد أن طلق الأب والدتهما عادت هذه الأخيرة من جديد إلى شقتها بحي شعبي، مما اضطر حسنى وحسناء إلى تحويل الوجهة إلى مسقط رأسهما ومعهما الثلاثمائة درهم المخصصة لإعالة الأسرة. هذا الأمر جعل الوالد الذي تعود أن يقتات من جسد ابنتيه أن يزور طليقته عند نهاية كل شهر لكي يكون المبلغ من حظه، لكن حسنى وحسناء أصرتا أن يسلما المبلغ لوالدتهما التي كانت تستقطب لهما، أحيانا، فتيات في مقتبل العمر للانخراط في شبكتهما. ورغم ذلك فقد كان الأب يتوصل منهما أو من إحداهما حوالي ألف درهم كل شهر إلا أنه كان يطلب المزيد، بل كان يقول لهما بالحرف «يالمسخيطات إلى بغيتو نرضي عليكم باش الله يزيد من الكليان وبعد عليكم عينين لحناش زيدوني في لفلوس». بدأت حسنى وحسناء رحلتهما في عالم الدعارة، بعد أن فتحت لهما والدتهما هذا العالم من أوسع أبوابه وسلمتهما كهديتين جميلتين إلى صديقتها «الوسيطة» لتقديمهما لخليجيين يرغبان في افتضاض بكارتهما مقابل عشرين ألف درهم. هذا المبلغ بدا للأم كبيرا وهي التي لم تعد تجد ما تنفقه على الأسرة في ظل عطالة الأب الذي لا يتوقف ليل نهار عن تدخين الكيف. ضحت بفلذة كبدهما وعرضتهما للخطر وتم افتضاض بكارتهما. التزام الفتاتان الصمت شجع الأم على تكرار العملية والدفع بهما قدما بهما في درب الدعارة. حسنى وحسناء لا تعرفان القيام بأي شيء في الحياة غير فن مداعبة الرجال واستغلال فتيات أخريات لممارسة الجنس مع زبنائهما. قد تلومان والديهما على دفعهما لممارسة الجنس مع أي رجل كان والانغماس في عالم الدعارة، إلا أن والدتهما كانت دائما ترجع السبب إلى كون الأسرة فقيرة وكانت تحتاج إلى درهم واحد، فكيف بالأحرى إلى آلاف من الدرهم التي كانت تجنيها الأختام التوأمان. مازالت الفتاتان تعيشان في صراع يومي مع الأب «المتطلب» كثيرا حسب شهادتهما المؤلمة. «زهر غير مرة واحدا في لعمر» تبلغ من العمر ثمانية عشر سنة، ومع ذلك فقد حققت ربما أكثر مما قد يحققه موظف سام في الدولة، فهي تمتلك شقة فاخرة في أحد الأحياء الراقية بالدارالبيضاء، وسيارة من النوع الرفيع، بالإضافة إلى رصيد ضخم في البنك. قد يعتقد البعض أن هذه الفتاة الصغيرة تنتمي لأسرة ثرية أو الوريثة الوحيدة لأموال قريب لم تكن تعرفه توفي فجأة ليكون سببا في ثرائها، كما يحدث عادة في بعض الأفلام. هي واحدة من بين سبعة إخوة بالإضافة إلى الأم ولا يعولهم إلا الأب المعاق صاحب الفراشة. تعيش لمساء وسط أسرة ممزقة ومحطمة، فالأب لا هم له سوى السعي وراء توفير لقمة العيش لسبع فتيات، بالإضافة إلى الأم، وهذه الأخيرة منشغلة بالبحث الدؤوب عن عرسان لبناتها التي تسعى لتزويجهن لتطلب الطلاق من زوجها وتخرج نهائيا من حياته، آملة أن تبدأ صفحة جديدة مع الرجل الذي هي على علاقة به. بعد أن يئست الأم من تزويج بناتها، انغمست أكثر في علاقتها مع حبيبها، وبدأت تدفع لمياء لممارسة الدعارة بما أنها أجمل أخواتها وأصغرهن سنا، فلم تكن تتجاوز بعد خمسة عشر سنة. ممارسة لمياء للدعارة حسب والدتها سيحل جميع المشاكل المادية للأسرة، خصوصا إذا انخرطت في شبكة خاصة بالدعارة الراقية. عقدت لمياء العزم على ترك دراستها والتوجه إلى المدينة السياحية أكادير للبحث على هذا النوع من الشبكات. ولم تجد صعوبة في العثور على إحدى الشبكات النشيطة في الدعارة الراقية، فلمياء كانت تتوفر فيها جميع الشروط الضرورية للعمل في هذا المجال، فقد كانت جميلة وملفتة للنظر أينما حلت وارتحلت. وبدأت تعمل في الدعارة ليتطور بها الأمر للتعرف هذه المرة على بارون للمخدرات كان يقضي إجازته بأكادير. بعد قضاء إجازته في المتعة مع لمياء، عبر لها عن إعجابه الشديد بجسدها وطريقة ممارستها للجنس، وطلب منها أن تكون مرافقته الخاصة إلى الأماكن التي سيقصدها بعد انتهاء إجازته. طبعا كانت هذه فرصة كبيرة بالنسبة للمياء الفتاة الفقيرة التي أصبحت المعيل الوحيد لأسرتها بعد «تقاعد» والدها عن العمل. استشارت والدتها في الأمر، فكان جواب الأخيرة «راها فرصة وزهر ما كيجي إلا مرة واحدا في لعمر» بل إنها حثتها، خلال اتصال هاتفي، لكي تعمل بشكل دؤوب لتوفر لها وللأسرة المال المطلوب، خصوصا أنها، أي الوالدة، تنوي قضاء العمرة بالديارة المقدسة قي تلك السنة. انتقلت لمياء للعيش مع البارون ترافقه أينما حل وارتحل، تطور الأمر لكي يستغلها في تبييض أمواله المعروف أن مصدرها من المخدرات، بعد أن قدم لها إغراءات كثيرة اشترى لها سيارة فارهة واقتنى لها شقة علي حسابه الخاص، ودورها كان تزويد حسابها البنكي بمبالغ مهمة من الأموال بين الفترة والأخرى، بل تطور الأمر إلى أن يطلب منها استقطاب فتيات للعمل معها في هذا المجال شريطة أن تكون وجوها غير مألوفة لدى رجال وبدون سوابق.. بدأت تشغل معه في هذا الاتجاه وفي نفس الوقت تبيع جسدها له ولغيره من أصدقائه مع من تربطه بهم صفقات معينة.. والمقابل أموال كثيرة كانت تبعث جلها لأمها وكان مصيرها السجن بعد أن تم اعتقال زعيم الشبكة. لحم رخيص «أمي كانت تدفعني للخروج إلى الشارع، أي للمارسة الدعارة مع أي رجل ألتقيه، المهم أن أجلب لها المال. وأنا بعمر الثالثة عشر سنة أصبح جسدي عرضة للاستغلال الجنسي». بدأت آسيا رحلتهما في عالم الدعارة مع ممارسة الجنس مع جزار الحي وخضار السوق القريب من محل سكن الأسرة التي تتألف من والد يعرف أن زوجته تبيع ابنتهما كل يوم للذي يدفع أكثر، وأبناء صغار لا حول لهم ولا قوة. حتى شباب العمارة التي تقطن بها الأسرة ذاقوا من جسد الصغيرة آسيا، والأم كانت تقطف الثمار، وكل هذا مقابل علبة «شكلاط» أو «سندويتش» أو فسحة في أحد الملاهي الرخيصة في أحسن الأحوال أو إذا كانت الأم راضية على «عمل» ابنتها. اعتادت آسيا على هذا العالم الذي كانت تأخذها إليه أمها، وأصبحت محترفة عندما كبرت بعض الشيء وأصبح عمرها اثني وعشرين سنة، ومع ذلك لم تستطع التخلص من سلطة وجبروت والدتها. «صرت أصطاد الأغنياء» تقول آسيا لتضيف قائلة «بل أصبحت أتفنن في اصطيادهم بالتواجد في الأماكن التي يقصدونها، فذاك الذي يقبلني أمام الملأ والآخر الذي يكتفي فقط بملامستي في الأماكن الحساسة من جسدي، أما آخر فكان يطلب مني الممارسة أما أصدقائه وكنت لا أرفض مقابل مبلغ مالي محترم». تغير صوت آسيا بعض الشيء كأنها تذكرت شيئا تريد نسيانه وبعد أن تنهدت قالت «كنت أقبل من أجل إرضاء أمي، فقد مارست الجنس لأول مرة لأرضيها ومازلت أمارسه لكي أجلب لها المال، بل المال الكثير، فقد كانت تحثني دائما على تطوير مدخولي وإلا «سخطت عليا». أصبحت آسيا تدخن وتتناول الخمر، إلى أن تم اعتقالها في أحد الشاليهات برفقة فتيات أخريات وخليجيين. فلم تكن الفترة التي قضتها وراء قضبان رادعا لوالدتها لكي توقف «نشاطها»، بل كانت تعمل على تعنيفها إن لم يكن مدخولها محترما.