انت ليلة رأس السنة فرصة مناسبة ل «لمدام» لضم فتيات جديدات لشبكتها.. اختارت أن تحتفل في هذه الليلة بمناسبتين ليلة رأس السنة وعيد ميلادها الأربعين. صالون شقتها الفاخرة كانت يضم فتيات من مختلف الأعمار وإن كانت أغلبهن قاصرات.. قد لا يتجاوز عمر البعض منهن ثلاثة عشر سنة.. تلميذات وطالبات..عاملات في المصانع وبائعات «لكلينيكس»، جميعهن يعرفن ما الهدف من إقامة هذا الحفل وهو اختيار البعض منهن لقضاء الليالي المقبلة مع زبناء خاصين مقابل أموال وهدايا يستفيد منها الجميع الفتاة و«لمدام». خطة المدام لاستدراج الفتيات الصغيرات للعمل في شبكتها الخاصة بالدعارة كانت محددة في دعوة الفتيات القديمات اللواتي اشتغلن أو مازلن يشتغلن في الشبكة ولديهن علاقة مبينة على الثقة بينهن وبين «لمدام» وهؤلاء دورهن استقطاب فتيات صغيرات تعتبر وجوه جديدة في عالم الدعارة. قبل الدخول إلى الغرفة الخاصة باستقبال الفتيات فقط، كانت تطلب منهم امرأة شابة تعمل في خدمة «لمدام» بضرورة إغلاق الهواتف النقالة، بل تطلب منهن عدم التصوير سواء بالهاتف المحمول أو حتى بمصورة رقمية، فالتصوير والتسجيل ممنوع في شقة «لمدام».. بل تضيف بطريقة لطيفة يشوبها نوع من التهديد. «لمدام مكتبغيش وكتكره كاع للي كاي يصور في قصايرها». كانت الغرف الواسعة تضم العشرات من الفتيات في عمر الزهور.. جميلات ومثيرات، أجسادن نضرة.. وقد تجد بينهم فتيات صغيرات جدا لم تكتمل بعد معالم أنوثتهن.. يرتين ملابس مثيرة تكاد تظهر أكثر مما تخفي.. شعورهن منسدلة على أكتافهن.. ألوانها تختلف بين الأصفر والأسود والأكاجو.. وكذلك هناك من فضت أن تضفي على شعرها لمسة خاصة بحيث زينت خصلاته ب «لميش».. كل واحدة من الفتيات كانت تحاول من خلال الاعتناء بمظهرها أن تجذب نظر «لمدام».. لكن اهتمامها منصبا فقط على الصغيرات اللواتي أصبح سوق الدعارة يرغب فيهن بما أن الطلب عليهن كثير جدا.. «لمدام» تعرف أن تجارة الجسد هي الأكثر رواجا، وأن الفتيات الصغيرات مطلوبات بشكل كبير، كان عليها استقطابهن سواء بمجهودها خاص أو بمسعادة غيرها ، لتمر إلى المرحلة الثانية وهي إقناعهن بضرورة العمل في شبكتها. البعض لا تجد معهن صعوبة في حين قد تقوم بمجهود خاص لإقناع البعض منهن.. فأغلب زبنائها يطلبون أن تكون الفتاة صغيرة في السن وبكرا. صغر السن هو المهم بالنسبة ل «لمدام»، أما البكارة فكانت تأتي في المقام الثاني لأنها كانت تعمل على ترقيع بكارة فتياتها كلما طلب الزبون فتاة بكرا. «فكاكة لوحايل» إقناعها للفتيات المترددات في قبول عرضها واللواتي تلمس أن الوازع الديني يسطير على تفكيرهن كان غريبا بعض الشيء، فقد كانت تقول لهن بأن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يجمعون بين النساء من الزوجات ومن الجاريات ويعاشروهن متى شاؤوا لان الجارية إذا كانت ملك يمين، فالمالك يجوز له الدخول بها بدون عقد زواج، لأنها حلال بالنسبة له، ف «لمدام» كانت تجد لكل مشكلة حل ربما التجربة التي راكمتها في عالم الدعارة ساعدتها في ذلك، فقد كانت لا تجد صعوبة في إقناع الصغيرات بل كانت تساعد بعضهن على إيجاد فرص مناسبة لكي تخرج بكل حرية من منازل أسرهن بحيث كانت في أغلب الأحيان تدعى أنها والدة إحدى زميلاتها في الدراسة أو في التكوين المهني أو والدة صديقة لها وتريد منها أن تأتي لزيارة ابنتها المريضة أو التي تحتاج لمساعدتها في حل تمرين منزلي .. طرق كثيرة تلجأ إليها «لمدام»، بل إنها تقوم بترقيع بكارة الفتيات في كل مرة تريد أن تبيع الفتاة بكارتها لثري ما، أو تعمل على مساعدتهم على الإجهاض ماديا ومعنويا فهي «فكاكة لوحايل» كما تطلق عليها فتياتها. رقصن في «لقصارة» التي أقامتها «لمدام»بمناسبة ليلة رأس السنة وعيد ميلادها في نفس الوقت.. شربت بعضهن حتى الثمالة.. تبادلت بعضهن القبلات مع غيرها من الفتيات، يبدو من خلال حديثهن أنهن سحاقيات يمارسن الجنس مع الفتيات ويمارسنه مع الرجال لكن مقابل المال فقط.. كن يقمن بأي شيء وبكل شيء بدون أي حرج، فمادامت الكاميرات لا تدور فكل شيء مباح دون خوف وهذا ما كانت تضمنه لهن «لمدام».. أبكار للبيع «كنت أحلم بأن أكمل دراستي الجامعية وأن أتزوج ممن أحب، لكن ما رأيته وعشته لم تعشه أي فتاة في الدنيا» تقول آية 14 سنة. لتضيف قائلة وهي تمسك في يدها كأس «بيرا»، «أفراد أسرتي شجعوني على هذا وباعتني والدتي بثمن بخس مادامت تطلب مني الخروج إلى الشارع والسهر لكي أكون مثل ابنة أختها التي أصبحت ثرية بسبب عملها في الدعارة في البحرين ». إلحاح والدتها عليها جعلها تتقرب من زميلة الدراسة التي سبقتها إلى هذا العالم قبل سنة أي عندما كان عمرها ثلاثة عشر سنة، أخبرتها بصريح العبارة على أنها «بغات تخرج باش تجيب لفلوس وتعيش مزيان». فما كان من زميلتها إلا أن دعتها لحضور حفل «لمدام» هناك وأخبرتها إن هي أثارت إعجابها فمن الأكيد أن المستقبل سيبتسم لها فاتحا لها أبواب عالم المال. الولوج إلى عالم المال هو الذي قاد العشرات من الفتيات إلي شقة «لمدام»، فكل واحدة منهن كانت تريد أن تحظى بنظرة إعجاب من «لمدام»، وبالتالي فرصة لنقلة نوعية من الفقر إلى الغنى. فدوى فتاة صغيرة لا تتجاوز من العمر خمسة عشر سنة نحيلة جدا وربما لهذه الأسباب معالم أنوثتها لا تظهر بشكل واضح على غرار باقي الفتيات اللواتي يتمتعن بصدور نافرة وبمؤخرة بارزة للعيان تقول «أنا لست جديدة على هذا العالم ف «لمدام» تعرفني جيدا وهي تدعوني إلى حفلاتها بعد عودتي من قطر.. لم يعد لي شيئا أخاف عليه بكارتي فقدتها عند استضافة ثري خليجي لي في قطر لبضعة أيام فقد قدمتني له «لمدام» كهدية وبرضاي لكي يفتض بكارتي مقابل ثلاثين ألف درهم تسلمتها منه ومثلها ل «لمدام» هذا ناهيك عن الهدايا التي قدمها لي خلال الشهرين الذين قضيتهما معه هناك. وتتابع قائلة والسيجارة لا تفارق أصبعها النحيل «كنت أفهم حقيقة ما يحدث معي.. أدخلوني قصر الثري الذي يقع في منطقة نائية بعيدة محاط بالأسوار الشاهقة من كل جانب، كان صاحب القصر رجلا في العقد الخامس من عمره.. تبدو عليه علامات القسوة وهو يحدثني بصوته الغليظ إنني منذ الأن أصبحت عشيقته لأنه دفع في مبلغا كبيرا عذا الهدايا القيمة التي تساوي هي الأخرى الملايين من السنتيمات. وافتض بكارتي ولم يكن يهمني أي شيء في هذه الدنيا سوي المال». عادت فدوى إلي «لمدام» ووعدتها هذه الأخيرة بأن تساعدها على ترقيع بكارتها لكي تبيعها من جديد. من يدفع أكثر؟ «يكذب عليك الكذاب إلى كال ليك شي بنت حتى لو كانت صغيرة راها صيدوها ولا ماكانت عارفا آش كاد دير»، بهذه العبارة فضلن ليندا كما تنادي عليها صديقاتها لتضيف «أبلغ من العمر ستة عشر سنة ومنذ ثلاث سنوات وأنا واحدة ضمن الفتيات المفضلات عند «لمدام»، وهذا يعني أنني أعمل لديها باستمرار وفي كل مناسبة وقد استطعت أن أكون ثروة لابأس بها من خلالها اقتيت شقة وسيارة وحليا ورصيدا في البنك». وتتابع ليندا محاولة رفع صوتها حتى تسمعها بعض الحاضرات متابهية بما وصلت إليه من غنى «لقد كنت أعرف عندما استقدمتني إحدى صديقاتي إلى حف نظمته «لمدام» أنني سأبيع جسدي أوبالأحرى بكارتي لمن يدفع أكثر.. في الحقيقة لا يهمني من سيفتض بكارتي.. إن كان زوجي أو صديقي أو عابر سبيل، المهم هو أن الشخص الذي سيفتض بكارتي أن يكون غنيا لكي يدفع لي». اختارت «لمدام» أن ترسل هذه الفتاة المطيعة والتي تعرف تماما ماذا تريد وماذا تفعل إلي فيلا في الرباط لتقدم خدماتها الخاصة لصاحبها ولأصحابه كذلك، ومن هناك إلى شقة أخرى وإلى زبون آخر وتوالت مهمات ليندا التي لا تتأخر في تنفيذها في أي زمان أو مكان المهم أن يكون الزبون كريما معها. ملاك ذي الثامنة عشر من عمرها قالت أنها فقدت بكارتها مع أول شاب خليجي كانت قد التقته في أحد مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن زار المغرب وطلب منها أن تقضي معه أيام عطلته في مدينة مراكش وهذا ما حدث بالفعل.. هناك سلمت له نفسها ليفتض بكارتها ويستمتع بجسدها مقابل مبلغا ماليا مهما عدا الملابس التي اشتراها لها بالمناسبة والحلي التي طلبت منه أن يشتريها لوالدتها حتى تسمح لها بقضاء تلك الأيام معه. تقول ملاك «بعد عودتي من رحلتي وعودته إلى بلده أجريت عملية ترقيع بكارة حتى أتمكن من ممارسة الجنس مرات ومرات مع عشاق جنس «البنات» حتى أتمكن من الحصول على المال الوفير». بعد ذلك تعرفت على «لمدام» في أحد المقاهي وبدأت هذه الأخيرة تتكلف بإيجاد الزبون. وفي نفس الوبت أصبحت أبدم لها خدماتي من خلال جلب فتيات صغيرات لممارسة الجنس لأول مرة، والمقابل نسبة عن كل فتاة أجلبها لها والنسبة تختلف حسب حالة الفتاة أي إذا بكرا أم لا». بائعات «لكلنيكس» «بقيت عدة سنوات أعمل مع مجموعة من الأشخاص يترأسهم شاب، حتى سئمت هذه الحياة ولم أعد أتجاوب مع الزبناء فقد بدأت العمل في الدعارة في سن مبكرة جدا، أي عندما كان عمري ثلاثة عشر سنة، فاستخدموني في «الشات» وأصبحت أجلس لساعات أمام الكاميرا أنفذ ما أستمتع إليه لإرضاء الزبون». لتضيف فيروز البالغة من العمر واحد وعشرين سنة، «وعندما لم أصبح بارعة في هذا أيضا، طلبوا مني أن أجلب لهم فتيات صغيرات للعمل في الشبكة، وبالفعل قمت بتشجيع غيري من الفتيات للحضور والعمل معي، وصراحة لم أجد صعوبة بالغة فقد استطعت أن أصطاد الفتيات الفقيرات ونجحت في ذلك أكثر من ممارستي للدعارة وذورت عملي وأصبحت الآن أشتغل حتى مع «لكلنيكس». قريبا سأسافر إلى المدن الصغيرة و«الفيلاجات» لكي أقنع الكثيرات بالحضور إلى الدارالبيضاء لممارسة هذه الأعمال مقابل مبلغا ماليا يودع في حسابي عن كل فتاة أستطيع إقناعها بالحضور». من ضمن ضحايا فيروز كانت بائعات «لكلنيكس»، اللواتي يقفن عند الإشارات الضوئية.. كانت تختار الصغيرات منهن.. كانت تغريهن بالمال مستغلة عوزهن وحاجتهن للمال.. كانت فيروز لا تجد صعوبة في إقناع فتاة صغيرة بالعمل لديها كخادمة أو عاملة في شركتها الوهمية وبعد فترة تستطيع أن توجههن للعمل في شبكة «لمدام». لحظات صعبة عاشتها نوال التي لم تتجاوز بعد خمسة عشر سنة، تقول «عندماحضرت أول حفل لي، رأيت فتيات صغيرات من خلال حديثهن علمت أنهن لم يمارسن الجنس بشكل فعلي، لكن تصرفاتهن وجرأتهن كانت تدل على أنهن أقمن علاقات جنسية قبل ذلك حتى وإن كان سطحية»، تتوقف عن الكلام وتأخذ نفسا عميقا وتكمل كلامها بحرقة: «ما حدث لي غير مجرى حياتي وأدخلني إلى عالم لم أكن أفكر أنني سأعمل يه في يوم من الأيام. لقد قدمتني «لمدام» هدية لأحد أصدقائها أو بالأحرى لزبونها الذي افتص بكاريتي بمبلغ يساوي عسرة آلاف درهم بعد أن ألبستني أحلى اللباس ووضعت لي مساحيق ولونت شعري بالأصفر.. المبلغ أفادني كثيرا في استكمال علاج والدي الراقد بمستشفى ابن رشد لأستكمل أنا مشواري». حتى التلميذات لم يسلمن من بطش «لمدام» ، فهي توجه مساعداتها لاستقطاب فتيات من أمام المؤسسات التعليمية الراغبات في تغيير حياتهن من الفقر إلى الغنى، فمساعداتها دائما واضحات في خطابهن وحتى إذا لم تهتم فتاة بالموضوع فإنها تدعوها لحضور حفل مع صديقات لها وبعدها يمكنها أن تقرر وغالبا ما تقرر الفتاة العمل مع «لمدام» في شبكتها. شروط «لمدام» بسيطة، أن تكون الفتاة صغيرة في السن جميلة أو متوسطة الجمال لا فرق عندها، لا يهمها أن تكون ممتلئة أو رشيقة المهم أن يكون قوامها مثيرا للرجل.. الشعر طويل أو قصير سيان عند «لمدام» لأن الزيادة في طول الشعر أصبحت متاحة للجميع .. بالنسبة للبكارة فهي مهمة وهي ضمن الشروط المطلوبة، لكن إن كانت الفتاة تتوفر على جميع الشروط وغير بكر فيمكن أن ترقع بكارتها كل شيء سهل بالنسبة ل «لمدام» فهي «فكاكة الوحايل». انتهت السهرة عند الثانية صباحا بعد أن اختارت «لمدام» وجوه جديدة لإضفاء دماء جديدة لشبكتها.