أسدل الستار يوم الأحد الماضي بمدينة تافراوت على فعاليات الطبعة الثامنة من مهرجان تيفاوين .نسخة هذه السنة التي شكلت الاستثناء في الحضور الجماهيري الغفير وفي برنامجها الرفيع والمتنوع وفي مفاجآتها المتعددة، وفي مزجها بين فنون القرية التي أعيد لها الاعتبار ونالت نصيبها الوافر من الدورة والعديد من الأطباق ذات الصبغة الجهوية والوطنية والدولية المتتبعون لفقرات مهرجان هذه السنة والمهتمون بالشأن الثقافي والفني استمتعوا بالعديد من الفقرات الغنية والمتميزة منذ اليوم الأول من يوميات المهرجان والتي استهلها المنظمون ببرمجة مجموعة من فنون القرية في قالب فرجوي قريب ،من قبيل أحواش بمختلف أنماطه وفرجتي الرمى وإسمكان زيادة على أولاد سيدي أحمد أموسى وعروض الفروسية ،وقبلها ارتأى المنظمون إلى استهلال هذا الملتقى الفني الثقافي الأكثر متابعة والأكثر إشعاعا بالمنطقة بمسابقة ألمبياد تيفناغ الوطنية وورشة مخصصة للحكايات الأمازيغية .أما اليوم الثاني وإن كانت الفنانة الشعبية نجاة اعتابوا قد شكلت "البلاتو الرسمي "لسهرته إلا أن الفنان أعراب أتيكي ومجموعة إنرزاف جلبوا إليهم اأنظار وحضوا بمتابعة جماهيرية متمزة ،كما تميز نفس اليوم بتقديم العديد من العروض الفنية المرتبطة بفرجة القرب كفرجة هرما ورقصة تاسكوين وفرجة هوارة بالإضافة إلى أحواش مخفان ،قبل أن يختتم اليوم بتقديم جوائز قيمة غايتها التحفيز والتشجيع على التفوق الدراسي استفاد منها مجموعة من تلامذة وطلبة التعليمين النظامي والعثيق . هذا وتميزت فصول السهرة الختامية بحضور الفنان الجزائري العالمي الشاب بلال الذي استطاع بفضل شعبيته لدى شباب المنطقة بشكل خاص والشباب المغربي القادم من مختلف ربوع المملكة بشكل عام أن ينال العلامة الكاملة بفضل أغانيه المحفوظة عن أظهرة قلوب كل الفئات العمرية ومن الجنسين ليسرق بذالك أضواء الحفل الختامي لنسخة هذه السنة نتيجة تفاعل وانصهار الجماهير التي قدرها المنظمون بحوالي 30 ألف شخص، قدموا من مختلف مناطق المملكة و من مختلف بقاع أوروبا بالنظر إلى الأعداد الهائلة من أفراد الجالية المغربية المتقاطرة على المدينة الجبلية تافروت والتي تحولت بفضل مجهودات المنظمين وتظافر جهود أبناء المنطقة كل من موقعه وعلى مدى خمسة أيام، إلى مسرح للغناء والترويح على النفس والاستمتاع بالموروث الفني والثقافي المحلي الذي حظي بنصيب الأسد في طبعة هذه السنة بالخصوص ،وبالأطباق الغنائية المتنوعة ذات الأبعاد الجهوية والوطنية والعربية في شخص مغني الراي الجزائري ،الشاب بلال الذي ، وتعبيرا منه عن مفاجأته السارة بالتجاوب المنقطع النظير الذي أبدته الجماهير المغربية المتعطشة لفن الرأي والاستقبال الكبير الذي وجده لدى الجماهير الغفيرة التي حجت بكثافة إلى ساحة محمد السادس ،وعد الجميع بالحضور إلى تفراوت في الدورة التاسعة للمهرجان بدون مقابل مالي .ويبقى تكريم الفنان والشاعر والملحن الأمازيغي محمد الحنفي ،خلال نفس السهرة من اللحظات القوية والمؤثرة في نفوس الجماهير والتي جسدت حبها لهذا الجندي الذي يعمل في صمت وينسج الكلمات التي توغلت بقوة في نفوس وقلوب عشاق تزنزارت بالخصوص في خفاء ،بوقوفها في حركة واحدة بمجرد اعتلاءه منصة التقديم قبل أن تصفق له بحرارة مرددة اسمه بشكل يوحي بجدلية الارتباط بين عشاق الأغنية الأمازيغية المعبرة والدالة والأغاني الخالدة لمجموعة إزنزارن التي اقتحمت كل البيوت المتعطشة لظاهرة تزنزارت. كما تخلل فقرات الاسهرة الختامية التي حضرها أيضا ،إلى جانب عامل إقليمتزنيت والعديد من الفنانين المغاربة وأبطال الرياضة المغربية ،فعاليات وشخصيات منطقة تافراوت ورجال أعمالها، تقديم جائزة أوشاكور إلى مجموعة من الأقلام الصحفية والأصوات الإعلامية المهتمة بالشأن المحلي لمنطقة تافراوت ،وقبل ذالك كان الجميع على موعد مع الدورة السادسة لحفل الزواج الجماعي الذي كرس ظاهرة تتويج عمليات الصقير التي تميز منطقة تافراوت عن باقي مناطق المغرب وتشجيع شباب المنطقة على الإقبال على الزواج .هذا اليوم الذي عرف مشاركة الفنانة الأمازيغية فاطمة تاشتوكت التي سافرت بالحضور إلى عالم" ترويسة" وقدمت مجموعة من أغانيها التي لقيت بدورها إقبالا كبيرا شأنها شأن الفنان عمر بوتمزوغت الذي أطرب الجميع بنغماته الأطلسية وإيقاعاته التي تستمد قوتها من قوة مغازلته لآلته المعروفة "لوتار". مسك الختام ،كان في اليوم الأخير ،بساحة أملن ،حيث تم تقديم أكبر رحى"أزرك"تقليدية والتي تزن سبعة أطنان تخللتها فقرة استعراضية كبرى لمراحل انتاج زيت الأركان قبل أن يتم تكريم الفنان القدير علي شوهاد من مجموعة أرشاش من طرف اللجنة المنظمة، التي توفقت إلى أبعد الحدود في إنجاح فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان تيفاوين وعاد لها الفضل في بهارة وتبوء المهرجان مكانة متقدمة من بين المهرجانات الوطنية رغم الظروف المناخية التي تميزت بحرارة مفرطة طيلة أيام المهرجان ورغم صعوبة المسالك المؤدية إلى منطقة تافراوت .