«الانتصار لفنون القرية» برنامج استراتيجي ثقافي ببعد تنموي يظل مهرجان تيفاوين مخلصا لشعاره المركزي الذي يترجم هويته والمتمثل في تيمة «الانتصار لفنون القرية، وهو بذلك يواصل خطاه بتؤدة وبإصرار ليعانق جماهير منطقة تافراوت والساكنة القروية المحيطة بها، بغية تصالحها مع ثقافتها وفنونها بعد أن تعرضت للهجوم الإسمنتي للمدينة الذي يخترق نمط عيش القرويين وعاداتهم الاجتماعية.... هو الشعار إذن الذي تحمله النسخة الثامنة من مهرجان تيفاوين الذي ستحتضن فعالياته بلدة تافراوت التابعة لإقليم تزنيت، في الفترة الممتدة مابين 15 و18 غشت القادم. دورة هذه السنة التي تنظمها جمعية فستيفال تيفاوين بتعاون مع جماعة أملن وبلدية تافراوت ستعرف، حسب المنظمين، الذين عقدوا ندوة صحفية بمدينة أكادير مساء يوم السبت الماضي، لتسليط الضوء وتقديم كل التفاصيل المتعلقة بفستيفال تافراوت، (ستعرف) العديد من المفاجآت السارة للجماهير الشغوفة بالفن الأمازيغي بكل تلاوينه المختلفة والمتعددة سواء من حيث المنتوج الفني والغنائي المبرمج أومن حيث الفقرات الموازية: فقرة تيفاوين ترات، تيفاوين مبادرات، تيفاوين تكريمات، وتيفاوين تربية. أطباق فنية غنية معدة لطبعة هذه السنة، والتي ستحتضن الساحات العمومية الشق المتعلق منها بفرجات القرب، بينما ستشهد خشبة فستيفال تيفاوين السهرات الفنية الكبرى التي ستقدم العديد من الوجوه الفنية المتميزة وأسماء لامعة متألقة في عالم الفن سواء على الصعيد المحلي أو الوطني أو الدولي، من قبيل الشاب بلال ونجاة عتابو، والرايسة فاطمة تاشتوكت، والفنان عمر بوتمزوغت، ولحسن بيزنكاض والرايس أعراب أتيكي، بالإضافة إلى مجموعات مرموقة تبدع في ألوان متعددة من الفنون التي تنهل من غنى الموروث الثقافي والفني القروي الأمازيغي، كما يسعى المنظمون إلى تسليط الضوء بشكل أكثر وبأهمية قصوى على أنواع الرقص الأمازيغي باختلاف أنواعه وأنماطه، ومن تم، إبراز الرصيد الحضاري الغني والمتميز والمميز لخصوصيات الثقافة والتراث المحليين، ومن هذا المنطلق، برمجت الإدارة الفنية لمهرجان فستيفال تيفاوين، والتي يقودها هذه السنة الفنان والإعلامي الحسين الشعبي، مشاركة 16 مجموعة شعبية لفنون القرية ستؤدي على امتداد أربعة أيام، ما تدخره من إبداعات وفقرات متنوعة: ويتعلق الأمر بالمجموعات التالية: أحواش إندوزال (تارودانت)، فرجة الرمى (تارودانت)، أحواش مخفمان (تالوين)، فرجة هرما «بوجلود» (أولوز)، أحواش أركان (تافراوت)، أهنقار تمنارت (طاطا)، الدقة الهوارية (أولاد التايمة)، رقصة تاسكيوين، «أسداو» نساء تافراوت، أحواش إمي نتانوت، أحواش شباب أيت علي (أيت عبد الله)، عروض الفروسية/تاغزوت (تيزنيت)، أولاد سيدي حماد أوموسى، فرجة إسمكان (أولاد جرار)، رقصة النحلة (قلعة مكونة). وبخصوص هذه المجموعات الشعبية التي تجمع أكثر من 500 فنانا بين راقصين وعازفين، اعتبر المدير الفني للمهرجان أنها هي التي تجسد بالفعل شعار الانتصار لفنون القرية، وهو شعار، يقول الحسين الشعبي، ليس مناسباتيا بقدرما هو برنامج استراتيجي ثقافي ببعد تنموي بعيد المدى تتبناه الجمعية المنظمة للمهرجان، بعد أن «أصبحت القرية مهددة بفعل الهجوم الإسمنتي للمجال الحضري الذي يكاد يطمس كل معالم القرية بما فيها الفضاء العمراني ونمط عيش سكانها.. مشيرا إلى أن الفنون الشعبية فرجات تحمل مضامين ومواقف إنسانية من خلال أشعارها ورقصاتها وحركاتها وأزيائها وأصواتها وموسيقاها، قبل أن تكون مجرد فلكلور. هذا، وارتأت الجمعية المنظمة، تنظيم حفل زواج جماعي، كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة، يتم من خلاله إظهار كل التقاليد والعادات المميزة لهذه المنطقة القروية الجبلية المحافظة. كما سيتم تثمين إحدى أيقونات المنطقة وهي الرحى الذي يطحن بها ويعصر زيت أركان، (أزرك)، وذلك من خلال إنجاز وصنع أكبر رحى لنصبها كمنحوتة تنتصر لفنون القرية. وسيتم ذلك في إطار احتفالية شعبية كبرى تختتم بها فعاليات الدورة بقرية أملن. ومعلوم أن الجامعة القروية محمد خير الدين التي أصبحت فعالية قائمة بذاتها خارج المهرجان، ستتخذ من أركان موضوعا رئيسيا لها في دورتها القادمة في أبريل 2014. وبالموازاة مع فعاليات المهرجان، واعترافا بالخدمات الجليلة التي أسدوها للثقافة والفن الأمازيغيين، سوف يتم تكريم فنانين أعطوا ولازالوا يعطون للأغنية الأمازيغية الكثير والكثير، وهما الفنان علي شوهاد، أحد مؤسسي مجموعة أرشاش المعروفة بغنائها المتزن وكلماتها الموزونة رسمت بها لنفسها مكانة متميزة في الحقل الفني الأمازيغي، والفنان الشاعر الكبير محمد حنفي كاتب كلمات مجموعة إزنزارن «إكوت عبد الهادي»، هذا الفنان الذي استطاع أن يتوغل إلى كل البيوت وإلى كل القلوب بفضل دقة اختياره للكلمة ودلالة أبياته التي وجدت مكانها في قلوب الملايين من عشاق فن تزنزارت.