ستقبل المغاربة شهر رمضان الكريم، باستعدادات مكثفة تتعدد مشاهدها بكل مدن المملكة. وهي استعدادات تختزل ذلك التفاعل القوي مع الأجواء الإيمانية لهذا الشهر.. مساجد تتزين لاستقبال جموع المصلين، وملاحق خاصة للصلاة تشيد في أماكن متفرقة لاستيعاب الإقبال المتزايد على أداء صلاة التراويح والقيام .. ولوحات وعلامات إرشادية لمقاهي تقترح إفطارا مجانيا للصائمين الذين تنقطع بهم السبل، و”موائد الرحمن”، تسهر على تحضير وجبات إفطار للعموم. ويسهر مجموعة من المواطنين على نصب ”خيام” للصلاة في أماكن متفرقة، يتكفل محسنون بتجهيزها واحتضان إمامها. وأكد بعض القائمين على رعاية فضاءات الصلاة المؤقتة ل”التجديد”، أن الترخيص بإنشاء مثل هذه الفضاءات التي تنتشر بمدينة الدارالبيضاء بكثرة، يتطلب إيداع إشعار لدى أقرب قيادة بالمنطقة مع توقيعات السكان المعنيين وتفصيل مبرر إنشاء هذا الفضاء وتحديد موقعه. موضحا أن فضاءات الصلاة تصبح من الخدمات الأساسية والمستعجلة التي يطالب البيضاويون بتوفيرها في شهر رمضان بمختلف التجزئات الجديدة والتوسعات العمرانية والمجمعات السكنية، والدافع لذلك يصبح ملحا في هذا الشهر على الخصوص، وذلك لسد الحاصل في المساجد، أو عدم كفايتها في العديد من المناطق الحضرية لا من حيث سعتها ولا من حيث عددها، بالنظر إلى الإقبال الكبير على صلاة التراويح. بحيث تقدر مصادر بوزارة الأوقاف نسبة ازدياد رواد المساجد في رمضان ب 45 في المائة. وتزداد الحاجة إلى أماكن الصلاة بعد أن قررت اللجان الإقليمية الإغلاق الكلي ل1256 مسجدا آيلا للسقوط، والإغلاق الجزئي ل 416 مسجدا، كما باشرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بتنسيق مع وزارة الداخلية، عمليات توفير أماكن بديلة بتهيئة ساحات أو بناء قاعات أو نصب خيم وتجهيزها بالمستلزمات الضرورية لإقامة الشعائر الدينية بها، تقدر نفقات أشغال تهئتها بأربعة ملايين ومائة ألف درهم ”وستبقى هذه الأماكن المؤقتة مفتوحة في وجه المصلين بعد شهر رمضان الأبرك إلى حين إعادة بناء أو إصلاح المساجد المغلقة وفتحها في وجه المصلين. وقد همت هذه العمليات، 448 مكان بديل قرب المساجد والقاعات المغلقة، و344 من الأماكن البديلة المهيئة أو في طور التهييئ من طرف مندوبيات الشؤون الإسلامية والسلطات المحلية. فيما تقرر إعادة فتح 464 مسجد من طرف المختبر العمومي للدراسات والتجارب. ومن جهة أخرى أصبحت المقاهي في بعض المدن المغربية تتنافس فيما بينها في تقديم إفطار مجاني للصائمين، فيما تجري الآن كافة الاستعدادات بالعديد من المقاهي، لاستقبال رواد ساعة الإفطار من الصائمين، من خلال مجموعة من اللوحات والعلامات الإرشادية لتسهيل وصول الصائمين إلى مواقع هذا المطاعم. وتمثل مقاهي الإفطار المجاني أو ”مطاعم الرحمة”، التي تحفل بها بعض المدن وخاصة بمدينة الدارالبيضاء، كواحدة من مظاهر البر في رمضان، ظاهرة يلتقي تحت كنفها رواد ساعة الإفطار، من الصائمين الذين ليسوا كلهم طلبة أو معوزين. بل فيهم العامل والموظف والتاجر. على الطرف المقابل، نصبت العديد من خيام ”موائد الرحمن” التي دأبت على إقامتها بعض الجمعيات الخيرية العاملة في المجال الاجتماعي، على الخصوص بجوار الجوامع الكبرى والمساجد في العديد من الأحياء الشعبية، إذ يقبل عليها العديد من المعوزين لتناول طعام الأفطار، بل إن عائلات فقيرة بكاملها لا تقوى على مجاراة إيقاع الاستهلاك في شهر رمضان. وتشهد ”موائد الرحمن”، التي تقدم وجبات إفطار مجانية في رمضان، تزايدا ملحوظا في أرجاء الدارالبيضاء على الخصوص، تتوحد في المضمون وتختلف في التفاصيل، سواء من حيث حجم الوجبة المقدمة، أو الطاقة الاستيعابية، ومن يدعم تنظيمها ماديا أو معنويا.