وظف نجار الأليمنيوم منشاره وخبرته التي كونها في معاهد التكوين المهني ليتخصص في اقتحام وكالات التأمين، ووكالات تنظيم الاسفار، ووكالات القروض الصغرى. يقتحمها بمنشاره الخارق، وأدواته القاطعة بسهولة في عز ليل هذا الشهر الفضيل، دون إثارة أي انتباه، وقد تمكن النجار خلال ليلة واحدة من اقتحام ثلاث مؤسسات بمدينة أكادير، وسرقة بعض خزناتها المعدنية، وتحوم حوله الشبهة أن يكون وراء العصابة التي اقتحمت بشكل متزامن وكالة لمنح القروض الصغرى بتارودانت، وشركة للخشب بالدشيرة الجهادية. وقد مثل بداية هذا الاسبوع أمام قاضي التحقيق بالغرفة الجنائية باستئنافية أكادير. نجار الأليمنيوم من مواليد جماعة الدراركة بأكادير، متزوج عمره 32 سنة، ويقطن حاليا بحي المزار بأيت ملول، ولج معاهد التكوين المهني صنف نجارة الأليمينوم، وتخرج منها، كما تمكن بعد تجربة ميدانية احتك خلالها مع معلمين من صقل تجربته وتوجت بفتحه ورشته الخاصة بالطابق السفلي للبيت حيث يقطن. كل ذلك لم يحصنه من الطيش، فوضف خبرته ليقتحم مؤسسات التأمين، ووكالات الأسفار التي تتعامل نقدا في أغلب الأحيان، وتتوفر خزناتها المعدنية على ودائع مادية باستمرار. فخلال أواسط الاسبوع الماضي، مر نجار الاليمنيوم برفقة عصابته أولا من شارع عبد الرحيم بوعبيد بأكادير، حيث توقفت عجلات سيارته، لاقتحام وكالة لتنظيم الاسفار، هناك سرق الخزنة المعدنية، بعد اقتحام البوابة المعدنية للوكالة بسهولة وتضم مبالغ مالية وشيكات بنكية، وكمبيالات وحاسوب منقول وأغراضا أخرى. من شارع عبد الرحيم بوعبيد ستتوقف سيارة النجار وعصابته بحي الداخلة، صعدوا عمارة، وكسروا إقفال الباب الرئيسي ونقلوا خزنة حديدية ثانية تضم مبلغا ماليا قارب 15 ألف درهم، إلى جانب هواتف نقالة، وشيكات بريدية على وجه الضمان موقعة من قبل زبناء الوكالة، وقبيل المغادرة كسر النجار وصحبه بوابة مكتب للدراسات، غير أنه لم يجد أي شيئ ذي قيمة يمكن السطو عليه. مباشرة بعداستفاقة وكالات أكادير، سيأتي الخبر في الليلة الموالية من تارودانت حيث مازال التحقيق جاريا، فقد تعرضت بنفس الطريقة وكالة القروض الصغرى لعملية سرقة همت خزنتها المعدنية، وتم السطو منها على مبلغ 88 ألف درهم داخل خزنة معدنية، توجد بها كذلك بعض الأغراض الأخرى من شيكات وأوراق رسمية تهم الوكالة. عصابة الوكالة دخلت ملثمة وعطلت حركة الكاميرات قبل أن تشرع في عملياتها، ولم تترك للشرطة العلمية أي دليل مادي يكشف عن هوية اللصوص، ويجري التحقيق حاليا مع نجار الأليمنيوم، بسبب تشابه العملية مع عمليات الليلة السابقة التي وقعت بأكادير، هذا الأخير نفى أن يكون نفذ عمليات تارودانت مثلما أصر التشبث بنكران عمليات أكادير رغم شهود الاثبات، والقرائن المادية والتقنية، الثابتة في حقه بخصوص عمليات أكادير. كما يجري التحقيق معه إن كان بالفعل هو من ترعم عصابة قامت بتقييد حارس شركة للخشب وسرقة محتويات إدارتها ليلا. ظهور إحدى الخزنات الحديدية محروقة، ومخترقة بالمناشر الكهربائي غير بعيد عن سكنى النجار، كانت خيطا ناظما أدى للتعرف عليه، وبعد ضبط هواتف نقالة وأغراض أخرى مسروقة من الوكالات تبين أنه هو الفاعل غير أنه لحد الآن يرفض الإفصاح عن مجموعته التي ساعدته في نقل ثلاث خزنات فولاذية تزن كل واحدة منها مئات الكيلوغرامات، كما لم يفصح عن مآل اثنين لم تهتد إليها الشرطة.