أحالت مصلحة الشرطة القضائية بمفوضية أمن مدينة الفقيه بن صالح، الاثنين الماضي، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال، أربعة أشخاص من أجل تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، إضافة إلى امرأة ملقبة ب"الشوافة". وأحالت المصلحة ذاتها، من أجل إخفاء أشياء متحصلة من جناية، بائعا للمجوهرات، في حين ما زال البحث جاريا عن بائع مجوهرات ثان، على خلفية تورطهم في عملية سرقة فيلا بتجزئة خلوطة، جرت منتصف غشت الماضي، تعود ملكيتها لبيطري، ومستشار جماعي سابق بالبلدية. وجاء تفكيك العصابة، بعد توصل مصلحة الشرطة القضائية بمفوضية أمن الفقيه بن صالح، بمعلومة تفيد تورط شخص يقطن بمنطقة سيدي خلخال، وشريكه المتحدر من منطقة بني خيران، متورطان في السرقة المذكورة، فيما يجري البحث عن أحدهما بموجب مذكرة وطنية. واستطاعت عناصر الأمن الإيقاع بأفراد العصابة إثر كمين نصب لأفراد العصابة التي روعت سكان المدينة مدة ثلاثة أشهر، مكن من إيقاف المتهم الأول بحي الزهور بالفقيه بن صالح، إذ اعترف أثناء البحث معه أنه سطا رفقة شريكه الثاني، وشخص ثالث يشتغل بمعمل لصنع بطاريات السيارات، على الفيلا المذكورة، بعدما وضع رئيس العصابة خطة للعملية، ووفر المعدات والأدوات، الضرورية لإنجاحها، مستغلين سفر صاحب الفيلا وأسرته، وكذا غياب العنصر المكلف بحراستها. وقادت اعترافات المتهم إلى إيقاف شخصين آخرين، تبين من خلال البحث معهما، أن أفراد العصابة تمكنوا من ولوج السكن المذكور بعد كسر قفل بابها الخلفي، واستولوا على خزنة حديدية، ألقوا بها من شرفة الطابق العلوي للفيلا، كما سرقوا جهاز تلفاز، ودراجة هوائية، ونقلوا المسروقات على متن عربة مدفوعة باليد "كروسة". كما اعترف رئيس العصابة، أنه تخلص من الدراجة الهوائية، وجهاز التلفاز بإحدى قنوات الصرف الصحي، بهدف تضليل العدالة وإخفاء معالم الجريمة، فيما اعترف أفراد العصابة أنهم نقلوا الخزنة الحديدية إلى بيت مهجور، بدوار ادراعو، وبعد فتحها مستعينين بأدوات حديدية، عثروا بداخلها على حزام ذهبي "مضمة"، وقلادة، ودمالج ذهبية، تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 22 مليون سنتيم ، ثم تخلصوا من الخزنة بقناة الري لأولاد بوخدو. وقاد البحث مع الموقوفين إلى إيقاف سيدة تلقب ب"الشوافة" من مواليد 1972، بمنطقة بني خيران، تربطها علاقة قرابة مع رئيس العصابة، الذي طلب منها القيام ببيع المسروقات الذهبية، مقابل الاستفادة من عائدات القلادة، وهو ما قامت به بالفعل، إذ باعت الحزام الذهبي لأحد بائعي المجوهرات، بالسوق الأسبوعي لمدينة خريبكة، جرى إيقافه، بمبلغ 8 ملايين سنتيم، بينما قيمته الحقيقية هي 17 مليون سنتيم، كما باعت القلادة والدمالج لبائع مجوهرات آخر، صدرت في حقه مذكرة بحث. وخلف تفكيك العصابة ارتياحا، وسط سكان مدينة الفقيه بن صالح خصوصا بعدما أوقفت عناصر الشرطة القضائية منتصف الشهر الجاري بدوار ادراعو لصا اقتحم فيلا أخرى بحي الزهور. وأظهرت التحقيقات مع المتهم أن الأخير غادر السجن أخيرا بعد قضاء عقوبة حبسية تتعلق بالسرقة، ومعروف وسط سكان دوار ادراعو وحي الزهور، بتخصصه في عمليات السرقة من داخل المنازل، عن طريق تسلق حائط الفيلا المستهدفة ليلا، وتكسير الواقي الحديدي لإحدى النوافذ، قبل الولوج إليها، حيث يحصي الأجهزة والمعدات المرشحة للسرقة، بعد أن فشل في العثور على حلي ذهبية وأموال، قبل أن يغادر الفيلا بنية العودة لنقل المسروقات بواسطة ناقلة. لكن اكتشاف عملية اقتحام الفيلا والخطة الاستباقية، التي وضعتها عناصر الشرطة القضائية، أفشلت مخطط المتهم، الذي يخضع للتحقيق المعمق، من طرف قاضي التحقيق المكلف بالغرفة الجنائية الابتدائية، لدى محكمة الاستئناف ببني ملال.