تحتضن مدينة تارودانت على مدى ثلاثة أيام(21-23 من الشهر الجاري) فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الوطني للدقة والإيقاعات الذي راكم خلال السنوات الست الأخيرة رصيدا مهما من الشهرة والموقع وضعته في مصاف المهرجانات الأكثر إقبالا من حيث الوفود المشاركة ومن حيث التدفق الجماهيري الشغوف بهذا النوع من التراث المغربي الأصيل، وبوأته مكانة متميزة ضمن المواعيد الثقافية الصيفية الكبرى التي يعرفها المغرب. دورة هذه السنة والتي حضيت بالعناية والرعاية المولويتين تتميز بالتنوع والتعدد من حيث المنتوج المقدم ومن حيث اختلاف طبيعة وألوان الأطباق المقدمة لعشاق الفنون الإيقاعية الممزوجة بالكلمة الموزونة،وهي مناسبة لربط الصلة بين فن الدقة الأصيل الذي يشكل هوية فنية لمدينة تارودانت المترامية الأطراف والمعقدة التضاريس ،وبقية الإيقاعات المغربية في تنوعها وغناها الفني، والقادمة من مختلف مناطق المغرب ،في تجانس وتناغم فريدين ،لتشكيل طبق فني غني ومنعش ،وعيش سفر ثقافي متميز عبر إيقاعات المغرب العميق. وتعرف دورة هذه السنة مشاركة أمهر الفرق الفنية من باب الصحراء (كلميم)،أحيدوس الأطلسية ،إيقاعات الواحات من زاكورة والدقة المراكشية المنصهرة كليا مع الدقة الرودانية والهرمة والكدرة المشفوعين بالطرب الحساني ،والميزان الهواري الروداني دون إغفال فن أجماك الذي يعتبر من أهم الفنون الإيقاعية بالمنطقة والدقة الدمناتية ذات النمط الفرجوي النوعي . منظموا المهرجان لم يغفلوا مقاربة النوع حيث حضيت المشاركة النسائية بأهمية غير مسبوقة من حيث الكم والكيف :عيساوة نسائية لأول مرة وكناوة بصيغة المؤنت من مكناس ،علاوة على المشاركة النسائية المتنوعة في الفلكلور الأمازيغي المحلي.كما تستضيف دوره هذه السنة مجموعتين إيقاعيتين ذات إشعاع وطني وهما تكادة ذات المزيج المكتف من الإيقاعات ومجموعة إنوراز الأمازيغة. جدير ذكره أن ميزانية دورة هذه السنة بلغت 500 ألف درهم حسب ما جاء على لسان عزالدين بوالنيت،المندوب الجهوي للثقافة بجهة سوس ماسة درعة، خلال ندوة صحفية عقدها بأحد الفنادق بمدينة أكادير، لتسليط الضوء على تفاصيل وملامح دورة تارودانت للدقة والإيقاعات لهذه السنة، والتي ستتحول ساحة 20 غشت وساحة العلويين وساحة باب الحجر والكلية المتعددة الاختصاصات وحديقة إبراهيم الروداني ورواق باب الزركان وقصر البلدية إلى مسارح لفقراته والندوات المرافقة لفعالياته.