كانت إحدى الفيلات بأحد أحياء أكادير مصدر إزعاج دائم لسكانه، إذ كانت تستقبل العديد من الأشخاص ممن يرغبون في قضاء ليلة حمراء مع مومس يستقدمها من وسط المدينة أو من إحدى علبها الليلية. صاحب الفيلا المغربي الجنسية، لم يكترث بشكايات السكان ولابمشاعرهم، فكل ما كان يهمه هو أن يوفر للسائح فضاء مناسبا لقضاء ليلة حمراء يشبع خلالها رغبته الجنسية ويتناول ماشاء من الشيشة والخمور مقابل سومة كرائية للفيلا تتجاوز في غالب الأحيان 3000 درهم لليوم الواحد. أصبح جيران الفيلا لا يجدون الراحة المطلوبة وسط مساكنهم، عادة ما تضايقهم الأصوات والموسيقى الصاخبة وقهقهات المومسات ورائحة الشيشا التي تنبعث من الفيلا المذكورة وتحرمهم من نوم مريح، إذ يبقى جلهم ينتظر إلى ما وراء أذان الفجر لينام قليلا بعد أن يستسلم زوار الفيلا للنوم. بعد أن نفد صبر الجيران، وعدم اكتراث صاحب الفيلا بشكاياتهم، اجتمعوا لدى جار لهم وقرروا تكليف أحد المحامين للنيابة عنهم في رفع شكاية ضد صاحب الفيلا المعلومة. توقيف مومسات وأجانب بعد إيداع الشكاية لدى مصالح النيابة العامة أعطى، وكيل الملك تعليمات للشرطة القضائية للانتقال إلى الفيلا المذكورة وتوقيف كل من ضبط متلبسا بأفعال غير قانونية، وعلى الفور استدعت الشرطة القضائية بعض المشتكين، وتم التنسيق معهم وتم الترصد للفيلا، فتبين فعلا أنها تنبعث منها أصوات وقهقهات صاخبة، مما جعل الشرطة تقتحمها لتجد بها خمسة أشخاص من جنسية لبنانية مقيمين بالدانمارك، وشخصا واحدا من أصل عراقي يحمل الجنسية الدانماركية ومغربيا، إضافة إلى ست مومسات كلهن من جنسية مغربية، كما حجزت الشرطة بنفس الفيلا مجموعة من العوازل الطبية، وتم اقتياد الجميع إلى مصلحة الشرطة القضائية لوضعهم تحت أنظار الحراسة النظرية قبل تقديمهم إلى النيابة العامة مع إشعار سفارات بلدانهم. اعترافات المتورطين اعترف أشرف، لبناني مقيم بالدانمارك بأنه مارس الجنس مع خليلته المغربية «السعدية. م»، وأكد أنه هو من اكترى الفيلا من صاحبها بمبلغ 3500 درهم لليوم الواحد، ودعا إليها أصدقاءه المذكورين لأن الفنادق لاتسمح للأجانب باستقدام المومسات، خاصة إذا كن من جنسية مغربية، مما يضطرهم للبحث عن إقامات أخرى غير الفنادق، واعترف كذلك أنه هو من أبرم عقدا مع صاحب الفيلا قصد كرائها لمدة يومين، لكن العقد لم يصحح إمضاؤه كما لم يسلمه صاحب الفيلا أي نسخة منه. وبدوره اعترف وليد، وهو أيضا لبناني مقيم بالدانمارك بضبطه متلبسا بالفساد مع المغربية مليكة التي مارس معها الجنس واعترف بخيانته لزوجته الدانماركية، وهو نفسه التصريح الذي أدلى به مواطنه محمود الذي ضبط متلبسا مع المومس ليلى، مع أنه أيضا متزوج بلبنانية مقيمة بالدانمارك، كما خان زميله فيصل أيضا زوجته اللبنانية بعد ضبطه مع عزيزة، في حين ضبطت المغربية نعيمة مع العراقي تامر، مع أنه بدوره متزوج بعراقية تقيم معه بالدانمارك، وبينما كانت الدانماركية ماريا تتأهب للسفر عبر مطار الدارالبيضاء كان زوجها المغربي الجنسية معتقلا لدى الشرطة القضائية بأكادير بعد ضبطه بدوره متلبسا بالفساد مع المومس المغربية سعاد، ولم تتمكن الشرطة القضائية من الاستماع لزوجته التي كانت قد صعدت الطائرة حينما تم طلبها للقدوم لدى الشرطة القضائية بأكادير للإدلاء بتصريحها بخصوص خيانة زوجها لها، كما لم تستمع الشرطة القضائية لزوجات باقي المتهمين لتواجدهن بالدانمارك.أما المومسات فقد كانت تصريحاتهن متطابقة، إذ اعترفن بأنهن قدمن إلى أكادير لممارسة البغاء مع السياح الذين يفذون إليها بعد أن لم يجدن أي عمل شريف، وأنهن يتعاطين الدعارة لإعالة أنفسهن وأسرهن. بعد استدعاء صاحب الفيلا لم يجد بدا من الاعتراف بكونه اعتاد كراءها لسياح أجانب ولا يرى مانعا في أن يسخرها هؤلاء للدعارة، بعد أن برر الأمر بكونه لا يعرف إطلاقا إن كان القانون يلزمه بالحصول على رخصة الكراء للأجانب، كما ادعى بسذاجة بأنه لا يعرف إن كان القانون يمنع ما يمارس بالفيلا من طرف الأجانب، بل أكثر من ذلك ادعى أنه لم يكن على علم بأن جيرانه يتضايقون مما يجري بالفيلا ولم يسبق لهم أن اتصلوا به، وأنه يؤدي واجباته الضريبية باستمرار . أمام العدالة أدانت المحكمة صاحب الفيلا بسنة حبسا نافذا وغرامة قدرها 50 ألف درهم من أجل التغاضي عن ممارسة الفساد في مكان يتصرف فيه وكراء شقة مفروشة دون ترخيص، فيما تمت متابعة باقي الأظناء بالفساد والتحريض عليه وإدانة المغربي والأجانب بستة أشهر حبسا نافذا وغرامة نافذة 30 ألف درهم، وإدانة جميع المومسات بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة 6000 درهم.