تحت شعار “التراث في خدمة التنمية البشرية “، احتضنت مدينة أيت ملول نهاية شهر يوليوز على امتداد 3أيام “مهرجان التراث الحساني “.في دورته الأولى، وقد عرف الملتقى الذي نظمته “جمعية الخيمة للتنمية البشرية” بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشاركة أدباء وفنانين وشعراء من مناطق عدة كسوس والجنوب وقد أحيوا أنشطة غنائية متنوعة، بفضاءات أيت ملول خاصة في المنطقة التي تشهد تواجد أكبر ساكنة تعود أصولها إلى الصحراء وأفاد “سعيد المنصوري” مدير الدورة أن ملتقى التراث الحساني في دورته الأولى جاء تفعيلا لمضامين الخطاب السامي لصاحب الجلالة، حول دور جمعيات المجتمع المدني في ترسيخ الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي لبناء وطن ديمقراطي و حداثي. و قد حددت اللجنة المشرفة على هذا الملتقى أهداف المهرجان في التعريف بالتراث الحساني كموروث ثقافي وطني، تتخذ من ايت ملول عاصمة الرحل و منطقة استقبالهم بمنطقة سوس. كما جاء الهدف الثاني كخطوة للوقوف على جمالية الأدب و الفن الحساني بالإضافة إلى تكريس قيم المواطنة، و يعد مهرجان التراث الحساني بأيت ملول نقطة وصل لهذه المنطقة التي شغلت لعقود طويلة معبرا رئيسيا اتجاه الأقاليم الصحراوية كما شكلت قبلة لقوافل الرحل القادمة من الجنوب. إضافة إلى كون مدينة أيت ملول تضم عددا كبيرا من أبناء الصحراء بمختلف قبائلها. وحققت التظاهرة المتميزة-يضيف رئيس الجمعية- الغايات المتوخاة منها، سيما أنها كانت فضاء لتكريس ثقافة التسامح، والتربية على المواطنة الصادقة. كما أنها كانت فرصة مواتية لإبراز تقاليد الثقافة الحسانية و بعض مظاهرها الخلاقة و المتجلية في رقصة الكدرة التي اختيرت هذه السنة ضيفة الدورة الأولى، وإظهارالقدرة على الاتصال والتواصل في ما بين الثقافة الحسانية و الأمازيغية. كما شهد الملتقى إقامة خيام تراثية بفضاء حي الشهداء بأيت ملول جسدت جوانب مشرقة من الذاكرةالصحراوية، وتنظيم معرض للوحات تشكيلية فطرية، وأمسيات في الإبداع والشعر الشبابي الواعد،خصوصا الحساني ؛بالإضافة إلى تنظيم سهرات فنية أحيتها فرق غنائية في التراث الحساني و أبدعت من خلالها مجموعات في “رقصات الكدرة” واختتمت أيام الملتقى بعرض شريط وثائقي يجسد مظاهر الحياة البدوية عند الإنسان الصحراوي،و عرفانا لعطاءاتهم في مختلف المجالات كرم القائمون على الملتقى مجموعة من الفعاليات المحلية والجهوية ، كالحسين أضرضور رئيس بلدية أيت ملول و الإعلامي إبراهيم بوليد.