تحت شعار "التراث الحساني دعامة أساسية لجهوية متقدمة وتنمية مستدامة"، احتضنت عاصمة دكالة، أخيرا، على امتداد 3 أسام، "ملتقى الصداقة الوطني الأول للتراث الحساني".إحدى الفرق الفنية المشاركة في فعاليات المهرجان وعرف الملتقى الأول الذي نظمته "جمعية نوافذ لملتقى الإبداع"، و"جمعية أبراج الحي البرتغالي"، بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة دكالة- عبدة، ومديرية الفنون، والنيابة الإقليمية للشباب والرياضة بالجديدة، مشاركة مفكرين وأدباء وفنانين وشعراء، من موريتانيا، وليبيا، والمغرب، خصوصا الأقاليم الجنوبية، الذين أحيوا أنشطة غنية ومتنوعة، بفضاءات الكنيسة البرتغالية "الصعود"، وقاعة "الشعيبية طلال" بالملاح، والمسرح "البلدي"، ومركز الاستقبال بالجديدة. وأفاد عبد الكريم حاطب، رئيس جمعية نوافذ لملتقى الإبداع"، "المغربية" أن "ملتقى الصداقة الوطني الأول للتراث الحساني"، جاء تفعيلا لمضامين الخطاب السامي لصاحب الجلالة، حول دور جمعيات المجتمع المدني، في ترسيخ الجهوية المتقدمة، والحكم الذاتي، لبناء وطن ديمقراطي وحداثي. وحققت التظاهرة المتميزة، يضيف رئيس الجمعية، الغايات المتوخاة من تنظيمها، سيما أنها كانت فضاء لتكريس ثقافة التسامح، والتربية على المواطنة الصادقة. كما أنها كانت فرصة مواتية لإبراز تقاليد الثقافة الحسانية الروحانية، وإظهار القدرة على الاتصال والتواصل في ما بين أقاليمنا المغربية، سيما نقل التجارب الذاتية. وأضاف أن الورشات التي تخللت فعاليات الملتقى الأول، تكللت باعتماد 6 توصيات، سيسعى القائمون إلى ترجمتها على أرض الواقع، ومن ضمنها، توجيه دعوة للمشاركة في الملتقى، في نسخته الثانية، إلى الدول العربية الشقيقة، موريتانيا، وليبيا، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، والسودان، والإعلان عن اللجنة التحضيرية لتأسيس المنتدى المغاربي للتراث، خلال انعقاد الدورة الثانية، وإشراك كل الثقافات التراثية المغربية، والدعوة إلى انخراطها في النسخة الثانية من الملتقى، إلى جانب التراث الحساني، واعتبار أن الدورة المقبلة ستكون "دورة البشير ادخيل"، ورفع ملتمس إلى القطاعات الحكومية، والجهات الوصية، من مجالس جهوية، ومجالس بلدية، وقطاعات إنتاجية، للانخراط في الدورة الثانية للملتقى، على اعتبارهم شركاء ومتدخلين، في جو اعتبرته التوصيات، صحي وعملي. وشهد الملتقى إقامة خيام تراثية بفضاء الحي البرتغالي (الملاح)، جسدت جوانب مشرقة من الذاكرة الصحراوية، وتنظيم معرض للوحات تشكيلية فطرية، وأمسيات في الإبداع والشعر الشبابي الواعد، خصوصا الحساني. وتكللت أيام الملتقى، تنظيم مائدة مستديرة خصصت للثقافة الحسانية، وورشات تكوينية في المسرح، والشعر الحساني، والبيئة، وتقديم عروض مسرحية على شاشة المسرح البلدي، تابعتها حشود غفيرة من المتفرجين، والمهتمين بالشأن المسرحي والفني، إلى جانب خيمة الشعر للتنافس والتباري بين الشعراء الشباب المجددين، وسهرة تراثية حسانية كبرى، عبارة عن "كوكتيل" جمع بين الطرب الحساني الحديث والتقليدي الأصيل"، أحياها فنانون من أقاليمنا الصحراوية، من مدن كلميم، وطانطان، وسمارة، والعيون، وأسا الزاك، ومنهم إبراهيم السويح، والفنانة توفة هدي. وعرفانا لعطاءاتهم في مختلف المجالات، كرم القائمون على الملتقى، مجموعة من الفعاليات الوطنية والجهوية والمحلية، من المغرب. ومن الدولتين العربيتين الشقيقتين، اللتين جرت استضافتهما، ويتعلق الأمر بتكريم الوفد الرسمي المشارك من الجمهورية الموريتانية الإسلامية، ونخص بالذكر صالح ولد حاننا، الذي يشغل رئيس الحزب الحاكم، وزهير علي بالتمر، الذي يشغل منصب الأمين التنفيذي للمنظمة العالمية لمواليد 69، من ليبيا، والبشير ادخيل، رئيس منظمة البدائل الدولية بالمغرب، ومولاي عبد الله الحافظي، رئيس رابطة الشرفاء العلميين الأدارسة، ومصطفى شرف الدين، رئيس جمعية طموح بالمغرب، وعزة السلامي، المنسقة الجهوية للعصبة المغربية لرعاية الطفولة بأقاليمنا الجنوبية، والصحافية عزيزة جواليلي، رئيسة تحرير أسبوعية "الصحراء"، من المغرب.