دأبت جمعية تراث أحمر للتنمية والأعمال الاجتماعية باليوسفية على تنظيم مهرجانها التراثي بشراكة مع وزارة الثقافة والمجمع الشريف للفوسفاط والمجلس الحضري للمدينة وجمعية الشعلة للتربية والثقافة ومجموعة من الجمعيات المحلية، منذ سنة 2003 لتصل بتظاهرتها المتميزة إلى النسخة الخامسة التي اختير لها هذه السنة شعار « التنمية الجهوية في خدمة الإنسان والمجال «، ابتداء من 29 مارس إلى غاية 05 أبريل 2009 وقد سعت الجمعية مع شركائها المدعمين ابتداء من النسخة الأولى إلى تبني شعارات تنموية في إشارة منها إلى خلق نقاش فكري وثقافي واجتماعي يستحضر الرهانات والآفاق المستقبلية لاستشراف المستقبل حيث تمحور شعار مهرجانها الأول حول المعلمة التاريخية مدرسة الأمراء ( فضاء لتعليم الرماية وركوب الخيل ) الذي دامت فعالياته ثلاثة أيام 28/29 /30 ابريل 2005 ، ولامست ذات الجمعية خلال مهرجانها الثاني إشكال إبراز خصوصية منطقة أحمر التراثية ووضعت شعار ( التراث في خدمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ) الذي نظم أيام 13،14،15،16أبريل 2006 ، ولمواكبة تنمية المجال خصصت الجمعية النسخة الثالثة لمهرجانها التراثي لتدارس قضايا مدينة اليوسفية وآفاق التنمية بعد أن وضعت شعار ( مدينة اليوسفية في ركاب المدن المتوسطة ) بغية منها إبراز الإمكان المجالي والبشري والاقتصادي الذي تزخر به المنطقة في أفق تأهيلها وتنميتها كمدينة لها خصوصيات متعددة، وحيث إن جمعية تراث أحمر تتطلع دائما مع شركائها المدعمين إلى المساهمة النوعية في الحقل الثقافي والجمعوي بصفة عامة فقد اختارت خلال النسخة الرابعة لمهرجان الفروسية التراثي والثقافي شعار ( التنمية البشرية والحقل الجمعوي، آفاق ورهان ) لتكون بفعلها هذا قد أسست لعمل استراتيجي في اشتغالها المستمر بالحقل الجمعوي وراكمت عدة معطيات حول خصوصية المنطقة تراثيا وثقافيا واجتماعيا وتنمويا . ويشهد الجميع للجمعية على مراكمتها لأرشيف مهم من خلال فقرات برنامجها الثقافي والفني والتراثي مدة ستة سنوات فضلا على الحضور الوازن والفاعل خلال المهرجانات السابقة لعدة شخصيات وفعاليات منها وزير الثقافة السي محمد الأشعري الذي أشرف على افتتاح النسخة الثالثة، وتمثيل وزيرة الثقافة ثريا جبران من خلال المندوب الجهوي للثقافة الذي تلا رسالتها خلال افتتاح فعاليات المهرجان الرابع التي كرمت من خلالها الدكتور والصحفي عبد القادر وساط، علاوة على تمثيل والي جهة دكالة / عبدة من طرف السلطات المحلية والحضور الدائم والمستمر لمديرية الاستغلالات المنجمية لمنطقة الكنتور ورؤساء المصالح بالإقليم والمدينة، ويذكر الجمهور اليوسفي الذي تتبع المهرجانات السابقة بشغف كبير كيف تم استقبال كل الفعاليات الثقافية والفكرية والإبداعية التي شاركت في كل المهرجانات سواء بالنسبة للمخرجين السينمائيين مثل شفيق السحيمي، أشويكة إدريس ...أو الممثلين مثل ديدان عبد الله وخالد... أو الفكاهيين مثل لكريمي والدكالي... أو المبدعيين في مجمع الكلام مثل ابن عكيدة، عزيز بن سعد، إدريس بلعطار...أو المفكرين والباحثين مثل كريدية، لكويندي، الجماهري، الوارث ... دون أن ننسى الفنانين الفوتوغرافيين أو التشكيليين مثل الضيائي صالح، منير، التماري، بن سعد، لمدرعي فاطمة ... ومن اللحظات الجميلة التي تؤرخ للعمل الثقافي المخلص للمبدعين والفنانين هي لحظات التكريم التي حظي بها ثلة من الشخصيات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية في جميع الميادين مثل الداهمو، الزرهوني، البصير، عيدة، عبد المقصود الراشدي، النافع محمد، الحاج الطاهر الخنوفي ... وقد تمكنت جمعية تراث أحمر للتنمية والأعمال الاجتماعية من استقطاب مجموعات تراثية غنائية في أنماط غنائية شعبية متنوعة من مختلف ربوع الوطن ونسجت خيوط التواصل الموسيقي مع أكبر الفرق الغنائية مثل مجموعة خالد البوعزاوي والفنان جمال الزرهوني وعابدين والبصير والداهمو في مجال العيطية، ومحمد ولد الصوبة العبدي وعبيدات الرمى من منطقة خريبكة ومنطقة أحمر ومنطقة الرحامنة، ومجموعات غنائية أخرى من منطقة الحوز، فضلا عن مجموعتي مسناوة وتكادة. وحيث إن منطقة أحمر تزخر بأجود الخيول والفرسان ويعشق جمهورها فن الرماية وركوب الخيل الضارب في جذور التاريخ، فقد عملت الجمعية طيلة المهرجانات السابقة على استقطاب العديد من سربات الخيل على الصعيد المحلي والجهوي والوطني، حيث شارك في مسابقاتها مجموعة من الفارسات والفرسان من منطقة دكالة وعبدة وأحمر والرحامنة، وكذلك من المناطق الصحراوية، ولم تقتصر الجمعية على فن التبوريدة، بل تجاوزت ذلك إلى إصدار كتاب تاريخي للأستاذ الباحث رئيس الجمعية المصطفى حمزة، حول فن الرماية وركوب الخيل ومدرسة الأمراء المتواجدة بمدينة الشماعية، ونظمت ندوات تأطيرية في ميدان الفروسية، وكرمت العديد من الوجوه المعروفة في هذا المجال دون أن ننسى الورشات التي نظمتها ذات الجمعية للأطفال ذكورا وإناثا في ركوب الخيل والرماية. ولأن جمعية تراث أحمر تؤمن بالعمل التشاركي فقد عملت على توقيع شراكات ثقافية وتراثية مع جمعية تراث صخور الرحامنة، وفرع جمعية الشعلة، ونادي الفن الفوتوغرافي باليوسفية، وتساهم في تنظيم مجموعة من الملتقيات التراثية سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي مع جمعيات تتقاسم معها نفس الأهداف الجمعوية، بل إنها سعت إلى استقطاب فعاليات أجنبية سواء من إيطاليا أو فرنسا، خلال المهرجانات السابقة، وخصوصا أبناء الأطر الفوسفاطية الفرنسية التي عاشت بمدينة اليوسفية ولها ارتباط تاريخي بالمنطقة. لهذا تراهن جمعية تراث أحمر للتنمية والأعمال الاجتماعية باليوسفية، رغم جميع الإكراهات والتحديات من خلال النسخة الخامسة لمهرجان الفروسية الثقافي والتراثي الذي وضع له شعار» التنمية الجهوية في خدمة الإنسان والمجال» ، على انخراط كل الشركاء والمدعمين الأساسيين كالمجمع الشريف للفوسفاط ووزارة الثقافة والمجلس الحضري وولاية جهة دكالة / عبدة وجمعية الشعلة للتربية والثقافة وفعاليات المجتمع المدني، في سبيل أن يعيش هذا الملود التنموي / المهرجان الثقافي ، ويستمر كمتنفس للجماهير، ويجسد صورة حقيقية لخصوصية المنطقة على جميع الأصعدة والمجالات ، ويرسم معالم مدينة تمت ترقيتها لعمالة من حقها أن يكون لها مهرجان وطني كسائر العمالات يستقطب سفراء من كل التخصصات والمشارب والأجناس الإبداعية والفنية والفكرية والتراثية.