تلقت جماهير غاضبة من ساكنة جماعات " سيدي بوسحاب " و "إمي مقورن " فضلا عن آخرين يتحدرون من منطقة " أيت مزال " ، تطمينات ميدانية من المسؤول الأول عن إقليم اشتوكة أيت باها، وهي التي استقبلها المعنيون بكثير من الارتياح والحبور عكستهما القسمات التي علت محيا السواد الأعظم منهم بعدما التقطوا إشارات قوية من العامل قمينة بإشاعة بوادر الأمل لديهم ، إذ حدد مهلة لن تتجاوز ثلاثة أيام فبحث أوجه الحلحلة والنظر في الخلفيات التي تحكمت في هذا الغضب الجماهيري من إبل وجحافل أغنام وماعز، اجتاحت سائر " أرض مولانا " هناك ، ولا تستنكف عن التهام لامحدود للأخضر وحتى اليابس . والأخطر من ذلك ، تحولت معظم مشاريع التخليف الغابوي والممولة من المال العام ، ومنح الهيئات الدولية،لتوفير مورد يضمن دخلا للأهالي،على مساحة المئات من الهكتارات،إلى قفار وخراب ، صارت معها كل هذه الجهود كصخرة " سيزيف"، فكلما أينع الشجر وحان قطافه ، إلا وقد أتى من يقلب المعادلة ، نحو الصفر . إذ ثمة هيئات مدنية لا تعتبر ، من جانبها ، هؤلاء الرعاة رحلا وكفى ، بل شركات متنقلة لتربية الجمال والتي تتخذ من الرعي والترحال ذريعة فقط ، فهي عبارة عن مستثمرين كبار يجتاحون هذه المناطق دون تأدية الواجبات ولا احتراما لخصوصياتها . مقاربة التفكيك بالقرب اللغوي التي صار المسؤول الأول عن الإقليم يفضل الجنوح إليها وتطويعها للإنسجام مع هذا المحيط بعث خلالها رسائل ذات أبعاد استباقية ذكية للسلطة المحلية والأمنية لفتح فرص الحفاظ على السلم الاجتماعي والأمني داخل تلك الربوع التي يأنف ساكنوها عن إتيان كل ما يحيل على الفتنة الداخلية ويقوي مقدما الإنفلات لدى أهالي جبلوا على التعلق بثواب البلاد السامية . الغاضبون نهار الثلاثاء الأخير ، ظلوا ليوم كامل قبل نقل الاحتجاج إلى النقطة التي توقف فيها الموكب العاملي لاستطلاع جلية أمرهم ، يملئون فوهة غضبهم عن آخرها وينسجون خيوط التواصل حتى يظل الجميع في وعند " موقع الحدث " ، وإن بدا هذا التوجه الجديد في الحركات الاحتجاجية التي تضغط على زر المفاجأة يطفو على سطح التظلم بصيغة أخرى بهذا الإقليم ، ولم تكن تخفى طبيعة الوقفة التي باغث بها مجموعة من سائقي الشاحنات مؤخرا موكب عامل الإقليم مباشرة بعد خروجه من مقر العمالة ، وفي سياق متصل أبى معطلون بدورهم في وقت سابق على محاولة قطع الطريق أمام مسير موكب العامل قبالة مدرسة " الصفا " بمدينة بيوكرى . هل يضع العامل بمناسبة كل خروج رسمي إلى الطريق العمومية في حسبانه نظير هذه " الطوارئ" التي وإن كانت لاتزعجه بالذات فقد تشكل منغصات جانبية ومبعث تبادل للوم لدى كثير من الأجهزة التي تضع على عاتقها هاجس الأمن العام وتأمين المسار ؟ ما قيمة حجم حضور البعدين الاستراتيجي والاستباقي لدى بعض المصالح المعنية إذا لم تصل الإشارة والتحرك مايزال في مرحلته " الجنينية " على الأقل ؟ المسؤول الأول عن الإقليم كشف ، بهذه الإشارة التي بعثها من خلال فتحه لخط ميداني للتواصل مع الغاضبين يوم الثلاثاء الأخير وهو في طريقه إلى مركز الإقليم قادما إليه من جماعة تنالت ، كشف عن الوجه الذي بات لزاما على عدد من الممسكين بزمام المسؤولية الترابية والإدارية الداخلية بالمنطقة الاستدامة عليها ، ومن الممكن لهم أن يرتدوا جلباب رجال التنمية فضلا عن الداخلية، وأن يعضوا على ركائز هذه المقاربة وفلسفتها بالنواجذ ، وهي الموسومة بنهج القرب اللغوي والوجداني والاجتماعي مع رعايا جلالة الملك لتنزيل نموذجه الأسمى في الإنصات والتفاعل الفريد مع القضايا الاجتماعية والتنموية للشعب .