فقدت الساحة الموسيقية الأمازيعية أحد مروضي آلة "الرباب " أو " ءامزاد" ، الفنان الذي امتلك من المؤهلات والملكات الإبداعية ما يجعله يوصف بكونه يقوم بتطويع آلته المفضلة المذكورة ليستخرج منها وبمهنية ومهارة تلك المقامات ،أو الطبع الموسيقية التي عرفت بها موسيقى " تيرويسا "، وهي: أسوسي وأﯕناو، وأمعكل، والمعروفة بالتواتر ما بين الأجيال والمجسدة للعمق التاريخي لهذا الفن الأمازيغي المتجدر الأصيل ،والذي يستحق أن يتم إدراجه ضمن الإجراءات الدستورية والتربوية الخاصة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية لغة،ثقافة،هوية،حضارة ومجالا. ويتعلق الأمر بالوفاة المفاجئة للفنان الراحل الرايس مبارك ﯕديرة المعروف بأنامله السحرية في العزف على آلة الرباب ، والذي يزاوج في عزفه بين مدرستي : الحسين جانطي ، وسعيد أشتوك ، هذا الأخير منح للفقيد وساما معنويا في إحدى المناسبات الاجتماعية ، حيث منحه آلته الخاصة به " الرباب ليعزف عليها ، وهي اعتراف بمكانة الفقيد الفنية التي تعتبر عند أهل الميدان بمثابة دبلوم التفوق والتمرس والمكانة الفنية . ينتمي الفنان المرحوم مبارك ﯕديرة ، الذي ولد سنة : 1941، بدوار أيت والياض ، جماعة واد الصفاء ، إقليم أشتوكة أيت باها ، إلى جيل الرواد في العزف على الرباب شهد له بها معاصروه ، إذ تشبع بالعشق والوله إلى حد الجنون بفن " تيرويسا "من وسط عائلي ومجتمعي قدم الكثير لهذا الفن الأصيل. ونعت جمعية أسيكل الأمازيغية بمدينة بيوكرى وفاته في ورقة أصدرتها ، إنصافا لهذا الهرم ، وسبق أن قامت بتكريمه إلى جانب مجموعة من الروايس خلال تنظيم فعاليات الدورة الثالثة ل : ءالموﯕار ن بيوكرى بتاريخ : 17 نونبر2006 ، كما تستحق أن تدرج طريقته في العزف ضمن الأنشطة التطبيقية للمعاهد الموسيقية.