كانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا، حين انتقل زوج والدة القاصر (س.ب) 17 سنة إلى مقر الدرك الترابي بايت عميرة، وبدأ يسرد على مسامع عناصر الدرك ظروف ولادة ابنة زوجته، التي فاجأها المخاض داخل المطبخ، ووفاة مولودتها نتيجة معاناتها لوحدها في فترة الولادة، وعدم وجود امرأة تساعدها في عملية الوضع، مؤكدا للمحققين أن (س.ب) توجد في وضعية صحية حرجة وأنها تنزف دما منذ وضعها لحملها في الصباح، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يجهل الذي تسبب في حمل القاصر. اعترافات زوج الأم بعد الاستماع إلى إفادة الزوج (خ.ح) انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى عين المكان بدوار غزالة، حيث وجدوا القاصر (س.ب) ممدة على ظهرها مغمى عليها، في حين ظلت الأم مشدوهة أمام منظر ابنتها ملقاة على الأرض دون أن تجد تفسيرا لما جرى. أعدت عناصر الدرك تقرير معاينة في الموضوع، قبل أن يتم استدعاء سيارة إسعاف أقلّت الفتاة إلى المستشفى الإقليمي ببيوكرى لتلقي الإسعافات الأولية، فيما تم اقتياد الزوج إلى مصلحة الدرك لتعميق البحث معه، وإعداد محضر قانوني في النازلة. بدأ المحققون في الاستماع إلى شهادة الزوج حول الواقعة، قبل أن يكتشفوا لاحقا تضارب أقواله بشأن المتسبب في حمل القاصر، وبعد محاصرته بمجموعة من الأسئلة الدقيقة، اضطر في النهاية إلى الاعتراف لعناصر الدرك، بأنه هو من تسبب في حمل القاصر، بعد أن دخل معها في علاقة جنسية محرمة امتدت لأزيد من سنة، نتيجة معاناته الجنسية وتفاقم مشاكله الزوجية مع زوجته، التي حرمته حقه الشرعي في معاشرتها تحت مبررات الإرهاق الشديد، الناجم عن عملها المتواصل بالضيعات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة، حيث اعتادت الخروج من البيت في الساعات الأولى من الصباح إلى غاية غروب الشمس، وأحيانا إلى أوقات متأخرة من الليل. في وقت تطورت فيه العلاقة بين القاصر وأم زوجها إلى حب متبادل ثم ممارسة جنسية مباشرة، دون أن يدريا عواقب سقوطهما في براثن علاقة جنسية محرمة تدخل في نطاق زنا المحارم. ولادة في المرحاض كانت (س.ب) ترتدي تنورة فضفاضة بدون ملابس داخلية، حيث اعتادت على ذلك منذ أن برزت عليها مظاهر الحمل، حتى تستطيع بذلك إخفاء حملها غير الشرعي عن والدتها التي تشتغل بالضيعات الفلاحية، غير أنها أحست في أحد أيام أكتوبر المنصرم، عندما كانت تعد وجبة الفطور، بوجع شديد في بطنها، إذ بدأ الجنين الذي كان داخل أحشائها يضغط معلنا الخروج إلى الحياة، وبعد لحظات من مخاض عسير وضعت القاصر مولودتها، التي سقطت مباشرة بعد ولادتها إلى الأسفل، مما أدى إلى ارتطام رأسها بأرضية المطبخ، نتيجة عدم وجود من يساعدها في إخراج وتلقي المولودة التي كتب لها القدر أن تزداد في خضم هاته الظروف الصعبة، قبل أن تلفظ أنفاسها وتنتقل الروح إلى بارئها بعد لحظات قليلة من ولادتها. زواج من داخل الضيعة رزقت مليكة بثلاثة أطفال من زوجها، أصغرهم لا يتجاوز عمره ست سنوات، هم ثمرة زواجها الذي امتد لأزيد من أربع عشرة سنة خلت، بدأت فصوله الأولى نهاية التسعينيات حين تعرف الزوجان على بعضهما داخل إحدى الضيعات الفلاحية بأيت عميرة حيث تشتغل كعاملة زراعية، إذ لم تجد بدا من الخروج إلى العمل، بعد وفاة زوجها الذي ترك في عهدتها طفلة وحيدة (س.ب) كان عمرها آنذاك لا يتجاوز سنتين، لم يتردد حينها (خ.ح) في القبول بها كزوجة له ويعقد قرانه عليها، ليعوضها حنان وعطف زوجها الراحل، كما وجد في زواجه منها، وهو في نهاية عقده الثاني، فرصة مواتية ليبدأ مشوار حياة جديدة ويقطع مع عهد العزوبية، خاصة أمام حاجته كذلك إلى الحنان والعطف الذي حرم منه، بعد هجرته مسقط رأسه بضواحي الصويرة ومغادرته مقاعد الدراسة في سن مكبرة، حيث سيختار السفر إلى مدينة ايت ملول، بعد أن اشتد عوده في رحلة البحث عن العمل، ليبدأ مشواره العملي، بمزاولة مهنة النجارة التي لم تلب طموحاته المادية، قبل أن ينتقل للعيش بجماعة ايت عميرة ويستقر بها، نظرا لما توفره من فرص شغل قارة في المجال الفلاحي. حرمان جنسي ظل الزوج (خ.ح) يعاني في صمت، بعد أن حرمته زوجته من حقه الشرعي في معاشرتها، وإشباع رغبته الجنسية بالحلال، إذ كان يجابه برفض شديد من زوجته كلما دعاها إلى الفراش، متذرعة بحاجتها إلى الراحة والخلود إلى النوم نتيجة إحساسها بالإرهاق الشديد، جراء ظروف العمل الشاق في الحقول، لتظل وضعية الزوجين على حالها. ومع استمرار الزوجة في اختلاق الأعذار، وغيابها الدائم عن البيت طيلة ساعات النهار، اضطر الزوج إلى البحث عن بديل يشبع من خلاله رغبته الجنسية، متمردا على واقع حياته الزوجية التي أصبحت بين كفي عفريت محروما من حنان وعطف زوجته، كما أضحى يتناول بين الفينة والأخرى كميات من الخمر، في محاولة منه لنسيان معاناته النفسية والجنسية. افتتان بالربيبة في غضون ذلك، بدأت تظهر مفاتن (س.ب) الأنثوية وهي في ربيعها السابع عشر وصارت تكبر في عينيه، إذ بات يرى فيها الأنثى التي ستروي عطشه الجنسي عوض أمها خصوصا مع دخولها سن المراهقة، وفي أحد أيام شهر نونبر من السنة الفارطة، وبعد أن احتسى (خ.ح) كميات من الخمر، بادر إلى الدخول إلى الغرفة التي تعودت أن تنام فيها القاصر إلى جانب أشقائها الصغار من أمها، وبدون مقدمات، انقض الزوج على ربيبته التي كانت تغط في النوم، وبدأ يتحسس بيديه مفاتن جسدها الغض، قبل أن يشرع في تقبيلها في مناطق حساسة، قبل أن يمارس معها الجنس بشكل طبيعي، دون أن تصدر منها ردة فعل غاضبة، وفي صباح اليوم الموالي شعر الزوج بندم شديد على ما صدر منه، غير أنه وبعد أسبوع واحد فقط من الواقعة، أعاد الكرة مرة أخرى، ليلقى نفس التجاوب، ويكتشف لأول مرة أن ربيبته التي عاشت في كنفه لسنوات طوال فاقدة لعذريتها، وهو الأمر الذي شجعه لاحقا على مداومة ممارسة الجنس بشكل متكرر عليها، كلما سنحت له الفرصة لذلك بعيدا عن أعين زوجته. توطدت العلاقة الجنسية المحرمة التي تربط بين البنت القاصر وعشيقها زوج أمها، إلى درجة أنها أضحت تغار من أمها في ساعات الليل حين ينام الزوج إلى جوار زوجته، في وقت تبقى فيه القاصر تعاني في صمت متمنية أن يكون عشيقها إلى جانبها، وفي هذا الصدد تردد أن القاصر صارت تتعمد إحداث الضوضاء والضجيج بواسطة أواني المطبخ في ساعات الليل، قصد إثارة انتباه الزوج وحاجتها إليه، إذ لا ترتاح الفتاة إلا عندما تغادر الأم في اتجاه الضيعات الفلاحية ليخلو لها الجو مع عشيقها زوج أمها، حيث ترتدي ملابس شفافة تظهر كل مفاتن جسدها الحساسة، وهو ما يوقظ في الزوج شهوة ملتهبة، سرعان ما يطفئها بمضاجعة ربيبته التي تبادله نفس الشعور. استمر العشيقان يعاشران بعضهما معاشرة الأزواج، كما حاول الزوج مرارا جاهدا إرضاء ربيبته وإظهار تعلقه بها، حيث كان لا يتردد كلما استخلص أجرته كمياوم في الحقول الفلاحية، في اقتناء هدايا متنوعة عبارة عن عطور وملابس داخلية وغيرها تطييبا لخاطرها. بقيت علاقة العشيقين متوطدة، لا يعكر صفوها سوى السويعات القليلة التي تقضيها الأم داخل المنزل بعد عودتها من العمل، إلى أن بدأت أعراض الحمل تظهر على القاصر، دون أن تخبر أمها بذلك، ودون أن تنتبه الأخيرة بدورها إلى انقطاع العادة الشهرية عن ابنتها، هذا في وقت أصبحت القاصر تطلب من عشيقها أن يقتني لها بين الفينة والأخرى بعض الملابس الفضفاضة حتى تخفي حملها عن أمها. قبل أن تجد نفسها، في آخر المطاف، أمام فضيحة مدوية اهتز لها الرأي العام المحلي، وتنتهي بذلك قصة حب ملغومة من بدايتها، لتصبح نزيلة بإحدى الجمعيات النسوية التي تطوعت لمؤازرتها ودعمها نفسيا، في وقت أحيل فيه الزوج العشيق على الوكيل العام بأكادير بتهمة زنا المحارم والخيانة الزوجية.