أكدت السلطات الأمنية في ولاية كاليفورنيا السبت أن منتج ومخرج الفيلم المسيء للرسول الكريم قيد الاستجواب والتحقيق من قبل شرطة الولاية، وذلك في أعقاب صدور مقاطع من الفيلم الذي أثار ضجة واضطرابات في عدد من الدول العربية والإسلامية ومن ذلك اقتحام عدد من سفارات وممثليات الولاياتالمتحدة. وذكرت السلطات حسبما نقلت قناة "إيه بي سي" الأمريكية أن المدعو نيقولا باسيلي نيقولا (55 عامًا)، وهو قبطي مصري اتصل بالسلطات المحلية في بلدة سيريتوس في الولاية لتوفير الحماية بعد التهديدات التي تلقاها، حسب زعمه. واعترف نيقولا للسلطات الأمريكية بالوقوف وراء كتابة وإنتاج وإخراج الفيلم، الذي بدأ حسب اعترافاته بالتفكير به وكتابة نصه خلال تواجده في السجن على خلفية قضايا مخدرات ونصب واحتيال مالي وانتحال شخصية صيف العام الماضي، قبل أن يطلق سراحه ويبدأ بالتنفيذ!. وأوضحت السلطات أن باسيلي اعترف بمسئوليته هو ونجله أبنوب (21 عامًا) بإنتاج الفيلم والذي كلف نحو 60 ألف دولار، وذلك خلال 12 يومًا فقط، مدعيًا أن المال جاء من عائلة زوجته في مصر. وأشارت إلى أن المذكور تعرض لتهديدات بالقتل، وأنه يشعر بالخوف على حياته وحياة أفراد عائلته ما حذا به الاتصال بالسلطات المحلية لحمايته من مثل هذه التهديدات. يشار إلى أن التحقيق الذي يشارك فيه محققون فيدراليون أمريكيون أيضًا يشمل استجواب باسيلي حول قضايا تورط خلالها بالتزوير واختلاسات وفساد مالي، فيما يواجه احتمالاً بالملاحقة في قضايا أخرى، فيما برزت مطالبات بمحاكمته على دوره في الفيلم المسيء والأحداث التي اندلعت على إثر بثه على الانترنت. وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" نقلاً عن مسئول محلي في لوس أنجلوس أنه في حين أن رخص تصوير الأفلام تكون عامة عادة، إلا أنها في هذه الحالة تم إحاطتها بشيء من السرية بطلب من السلطات الفيدرالية "لأسباب أمنية". ووفق القانون، فإن باسيلي من الممكن أن يسجن لمخالفته إجراءات إطلاق السراح المشروط، وذلك حيث أنه ما يزال تحت المراقبة القانونية بسبب قضايا الفساد المالي والنصب المحكوم فيها برد مبالغ تقدر مئات الآلاف من الدولارات. وخلال هذه الفترة، منعته السلطات الفيدرالية من استخدام أجهزة الحاسوب، والانترنت وفتح حسابات على الشبكة أو استخدام أسماء بديلة لمدة خمس سنوات دون موافقة الضابط المشرف عليه، وهو أمر ينطبق عليه قانونيًا وتترتب عليه تداعيات قضائية. وذكرت محامية متخصصة في الجرائم الالكترونية لوكالة "أسوشييتد برس" أن الشخص الذي يكون في فترة إطلاق السراح المشروط لا يتمتع بمزايا المواطنة في التعديلين الدستوريين الأول والرابع المعنيين بحرية الأفراد في التعبير وممارسة أنشطتهم والحفاظ على خصوصيتهم. وأثار الفيلم سلسلة من الاضطرابات خلال الأسبوع الماضي وبعد صلاة الجمعة خرج تظاهرات حاشدة في عدد من الدول العربية والإسلامية تطورت بعضها لتشهد سقوط قتلى وجرحى أثناء محاولات متظاهرين اقتحام سفارات وممثليات أمريكية في عدة دول. وكان السفير الأمريكي لدى ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين آخرين قضوا في حريق اندلع في السفارة الأمريكية في مدينة بنغازي شرق ليبيا، خلال محاصرة واقتحام السفارة من قبل محتجين. وما تزال الدعوات لمزيد من الاحتجاجات تتواصل في دول عربية وإسلامية احتجاجًا على الفيلم المسيء الذي يتعرض للنبي (صلى الله عليه وسلم) ويصوره بشكل فاضح وللسيرة النبوية وتاريخ الدعوة الإسلامية، فضلاً عن التشويه المتعمد لصورة