يقول الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة عضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة إنه فى عام 1937 نال العالم المجرى الأصل "زينت جريجورى" جائزة نوبل فى الكيمياء عن اكتشافه لفيتامين ج الذى يطلق علية بالإنجليزية "C"، وكانت بداية هذا الاكتشاف عندما لاحظ هذا العالم أن بعض الفواكه وخاصة الموالح تحتوى على مواد تقى الإنسان من الإصابة بأمراض معينة ولأنة لم يكن يعرف شيئا عن تركيب هذه المادة التى عرف فيها بعد أنها عبارة عن فيتامين "سى" وكان الفلفل الأخضر غير الحامى هو أول ما استخلص منة " جريجورى " فيتامين " سى " لأنه غنى جدا بهذا الفيتامين. وفى خلال الخمس سنوات الماضية حدثت ثورة فى مجال استخدام الفيتامينات أظهرت أننا لا نعرف غير القليل جدا عن وظائف وفوائد هذه الفيتامينات وأظهرت أيضا أننا لا نستخدمها بجرعات قليلة جدا كى تمنع أمراضا معينة، وقد تبين أن استخدامنا بجرعات أكبر لبعض هذه الفيتامينات دون حدوث ضرر تقى من أمراض كثيرة لم نكن نتخيل أن للفيتامينات علاقة بها مثل أمراض القلب والمناعة والسرطان . ولعل المريضة "روزمارى" التى تبلغ من العمر 56 عاما خير شاهد على ذلك فقد كانت تدخن علبتين سجائر يوميا لمدة 25 عاما وظلت روزمارى تعانى من الكحة والسعال المزمن لمدة تزيد على 25 عاما ثم أصيبت بآلام فى صدرها وعندما ذهبت إلى الطبيب بسبب الآلام أجرى لها صورا للأشعة تبين منها أنها تعانى من وجود ورم بالرئة، مما اضطرها لدخول المستشفى وأخذ عينة من الورم لتحليله ثم جاءتها النتيجة التى يخشاها كل إنسان على وجه الأرض وهى أنها مصابة بسرطان خبيث الرئة اليمنى وأن هذا السرطان المتقدم قد انتشر فى جسدها كله لدرجة أن الجراحة أصبحت مستحيلة بالنسبة لها وبدا ناقوس الموت يدق فى أذنيها عندما سمعت هذا الكلام. وبدأت السيدة سلسلة طويلة من العلاج الكيماوى والإشعاعى لمدة عامين، ولابد أن نشير هنا أن إرادة مريض السرطان وإصراره على الشفاء واجتيازه لهذه المحنة بالإيمان والعزيمة من العوامل الهامة التى تساعد على تقديم وتحسن حالة المريض مع العلاج فالحياة تصيبنا جميعا بالجروح، ولكن عزيمة الإنسان القوى والصحيح هو الذى ينجح فى أن يجعل جرحه يلتئم كى يواصل حياته فى صبر وعزيمة وإيمان. ويقول الدكتور مصباح بعد فترة من العلاج انهارت "روزمارى" لأن حالتها تزداد سوءا إلى جانب أن الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوى والإشعاعى أصابت جسدها النحيل بالانهيار وسقط شعرها بالكامل ولم يعد سوى عينان تحاولان أن تبرق من تحت جلد شاحب بارد وعندما ذهبت روزمارى بهذا الشكل إلى أحد الأطباء الذين سمعت أنهم يجربون علاج السرطان بفيتامين سى فى نيويورك وعندما دخلت إليه قالت له لا استطيع العناء " قالتها بأعلى ما تستطيع أن تقول من صوت وسمعها الطبيب وكأنها همس خافت من ضعف صوتها ووهنها ثم واصلت حديثها " ما الذى تستطيع أن تفعله من أجلى فأنت آخر أمل تبقى لى؟ وأخبرها الدكتور "نيوبولد" أنه لا يريد منها أن توقف علاجها الكيماوى أو الإشعاعى وأن علاجه يمكن أن يسير جنبا إلى جنب معهما ثم أخبرها بالحالات التى تم علاجها، وذلك من خلال التجربة التى تمت على يد 1100 من مرضى السرطان فى المراحل النهائية من المرض ومن الطريف أن أحد المرضى الذين يعالجون بفيتامين سى فى هذه الدراسة وجد أن الورم السرطانى الذى كان يعانى منه قد اختفى فتوقف عن تعاطى فيتامين سى، فعاد الورم الذى كان قد اختفى مما اضطره إلى أخذ فيتامين سى مرة أخرى. وبعد أن أنهى الدكتور نيوبولد حديثة أخبرته روزمارى بأنها قررت أن توقف العلاج الكيماوى والإشعاعى بصفة نهائية وتبدأ علاجها بفيتامين سى فقط وبالفعل بدأت روزمارى العلاج بالحقن بالوريد ثم بعد ذلك بالفم مع إتباع نظام غذائى معين وإمدادها بالفيتامينات التى تحسن الحالة الصحية للمريضة وجهازها المناعى وبعد أيام قليلة من بداية العلاج بدأت بعض الأعراض التى كانت ملازمة للمريضة فى الاختفاء وخاصة حالة القىء والغثيان مما جعلها تأكل وتشرب وبدأت الحياة تدب فى عروقها من جديد، وتبين أن كل الأورام التى كانت تشكو منها قد اختفت تماما، ولم يعد لها أى أثر، فما نراه الآن من تأثير فيتامين سى لم يصدقه أحد بأن يفعل فيتامين سى كل هذه المعجزات. ويضيف الدكتور مصباح هناك أيضا علاقة بين فيتامين "سى" والدهون الثقيلة الضارة التى تسبب تصلب الشرايين فكلما زاد مستوى فيتامين سى بالدم كلما قلت نسبة الدهون الثلاثية فى الدم وعلى جدران الشرايين وكلما قلت أيضا نسبة الإصابة بتصلب الشرايين وقد وجد أن العلاج بهذا الفيتامين يعيد كفاءة الشعب الهوائية ويساعد فى تكسير الهستامين الذى يسبب حساسية الصدر وضيق الشعب .