تساقط الشعر والغثيان والارهاق عوامل جانبية ترافق مرضى السرطان لدى خضوعهم للعلاج الكيميائي، هي عوارض كثيرا ما يعاني منها معظم المصابين بالمرض إلا ان توصل العلماء الى ابتكار دواء يستخدم بجرعات مكثفة دون ان يترك أي أثر على حياة المريض يعد انجازا هاما في المسيرة العلاجية لمرض السرطان. صلاح أحمد من لندن: تسري فرحة عارمة اليوم سارة في الأوساط الطبية بعد الإعلان عن أن العلماء نجحوا في إنتاج جيل جديد من عقار كيماوي لعلاج السرطان يسمح باستخدام جرعات مكثفة منه بدون أي أعراض جانبية سلبية له لأنه يستهدف الخلايا الخبيثة فقط. ويقول العلماء إن العقار الكيماوي الجديد، الذي سيعلن عنه في مؤتمر للأورام الخبيثة بمدينة ميلانو الإيطالية الثلاثاء من هذا الاسبوع، ناجع في علاج العديد من الأمراض السرطانية ولا يقتصر على أحدها دون البقية. وقد أثبت نجاحه مختبريا في تجربته على عدد من المصابات بسرطان الثدي. كما بدأ تجريبه في بعض المصابين بسرطان الرئة والجلد. والجيل الجديد من العقار، المسمى T-DM1 «تي – دي إم 1»، يعمل بالتزامن مع الجيل القديم من العقار الكيماوي التقليدي مستهدفا الخلايا السرطانية بشكل مباشر. وشبهه العلماء ب«حصان طروادة» لأنه «يتدثر» بالجيل الكيماوي القديم ولا ينشط الا في حال وصوله الى تلك الخلايا الخبيثة فيقتلها دون غيرها. وما يعنيه هذا هو أن العقار الجديد يتخيّر الخلايا السرطانية بالقتل من دون أن يمس الخلايا السليمة المجاورة لها. وهذا بدوره يعني أن المريض لا يدفع ثمنا صحيا باهظا يتمثل في الأعراض الجانبية التي يعاني منها لدى استخدام الجيل القديم منفردا. ذلك أن هذا الجيل القديم يستهدف الخلايا الخبيثة والحميدة بدون تمييز. وكما هو معروف ومتوقع فإن من تلك الأعراض الجانبية تساقط الشعر والغثيان وإضعاف نظام المناعة الطبيعية عموما. وتبعا لصحيفة «صنداي اكسبريس» البريطانية، فإن الجهة التي تقف وراء هذا التطور الطبي المثير هي شركة «ايميونوجين» الأميركية بشراكة بحثية مع العملاق الصيدلاني شركة «روش» السويسرية. وستقدم الدكتورة إديث بيريز، من مستوصف «مايو» في فلوريدا الورقة الخاصة به في مؤتمر «الجمعية الأوروبية للأورام الخبيثة» في ميلانو الثلاثاء. ونقلت الصحيفة عن الدكتورة بيريز قولها: «نعتقد أن هذه أنباء سارة للغاية. أثبتت البحوث النظرية والتجارب المختبرية العملية أن عقار «تي – دي إم 1» الجديد يتمتع بالقدرة على استهداف الخلايا الخبيثة دون الحميدة وأنه يمتاز أيضا بانخفاض درجة سُمّيته». وإذا كانت هذه الأنباء الطيبة لا تكفي، فقد توصل العلماء أيضا الى اكتشاف خاصية جديدة لعقار Tarceva «تارسيفا» الذي يتوفر في شكل حبوب قادرة على وقف انتشار سرطان الرئة. وكان هذا العقار يستخدم بالتزامن مع العلاج الكيماوي، لكن العلماء توصلوا الى إمكان استخدامه منفردا. وأثبتت التجارب التي أجرتها شركة «روش» أن استخدامه على هذا النحو يؤخر معدلات الوفاة من 4 أشهر الى 12 شهرا على أقل تقدير.