طالعنا السيد أحمد عصيد بمقال على صدر جريدة الصباح في عددها ليومي السبت والاحد 17-18 مارس 2012 تحت عنوان : " أنقذوا سكان إميضر : كاد الفقر أن يكون كفرا بالوطن" , وكعادته لجأ إلى تقنية "وسقطت الطائرة في الحديقة " لتصفية حساباته الوهمية السكيزوفرينية التي لا تنتهي مع الإسلاميين عموما والعدالة والتنمية بالخصوص... ولكن مع الأسف هذه المرة لم يستطع إسقاط طائرته في المكان المطلوب ... المتمثل في جبل " البان" أو معتصم أهل إميضر الأفذاذ لسبب بسيط يكمن في جهله التام بإحداثيات هذا المرتفع الشامخ بشموخ رواده ... والذي لم يتشرف من قبل بزيارته ولا بالوقوف ولو لحظة مع مرتاديه الصامدين... كنت منذ وقت طويل أتمنى أن يتحدث السيد عصيد ولو مرة واحدة دون أن يسب ويشتم ويتهجم... وتمنيت أن يتوفق إلى ذلك خلال حديثه عن قضية إميضر نظرا لطبيعتها الخاصة التي لا تقبل تصريف الصراعات الايديولوجية ولا تحتمل إفراغ المكبوتات والعقد النفسية... ولكنه مع الأسف خاب ظني فيه من جديد...لأتأكد بالمطلق انه مصاب بهواس السب والشتم وممتهن للصراع والاستعداء... بدأ كلامه كعادته بالتهجم والتهكم على من سماهم بأتباع الحزب الحكومي وهو دائما عندما يذكرهم يفقد صوابه وعقله... فسقط سقطته الأولى وهي خطيرة حين أجاز وسوق لرقم -800- الخيالي الذي جاءت به قبل أيام إحدى الجرائد والخاص بعدد نساء دور الدعارة اللواتي غادرن عين اللوح في المدة الاخيرة ... وهو رقم يوحي للقارئ بأن كل النساء القاطنات لتلك المنطقة معنيات بالأمر - وحاشا أن يكون ذلك صحيحا ...- مقدمة غير موفقة للسيد عصيد ولكن قبلها عنوان يحمل من الخطورة ما يحمل ومن الإيحاء ما يحمل وهو التلميح إلى إمكانية حدوث الكفر بالوطن في إميضر وهو إيحاء خاطئ تماما لأن صاحبنا لو وصل إلى جبل " البان " ومن فوقه وجه بصره جنوبا لرأى امتدادات المرتفعات المؤدية إلى بوكافر حيث موقع الملحمة الخالدة التي سطرها أبناء هذه القبائل ضد المستعمر ... سيفهم أن هؤلاء لم ولن يكفروا بالوطن لأنهم بكل بساطة من أمنوا به طوعا وقدموا أرواحهم ودماءهم للحفاظ عليه .... لو أن صاحبنا المهيج ضد الإسلاميين اطلع على الوقائع والحقائق في الأرض قبل أن يكتب هذا المقال .. لتأكد أن معركة ساكنة إميضر الموجهة ضد الظلم لم تستخدم فيها الصراعات ولا الحسابات السياسية والايديولوجية ولم تقحم فيها المناورات الوصولية والانتهازية.. لأنه لو حدث ذلك لسهل على الخصم إجهاضها ولم تكن بالتالي لتستمر لهذا الردح من الزمن ...... أما ادعاؤه أن الدولة هي التي تغتني بثروة إميضر فهذا غير صحيح... وهذه واحدة ضمن ملاحظات أخرى تبرز أن صاحبنا جاهل كل الجهل بسياق وتفاصيل القضية. وما ساق من أخبار عن غياب اهتمام الجميع بهذه القضية فهذا ما أسقطه في ما اتهم به أتباع البيجيدي في كونهم لا يرون أبعد من أنوفهم...فلولا جهود الأحرار في المنطقة لما وصلك نبأ اميضر حتى تتخذه موضوعا لمهاتراتك هذه... إن الالتفاف الكبير المسجل حول قضية اميضر العادلة وتوحد كل الأطياف بخصوصها ..يعتبر مصدر القوة في الترافع بشأنها...بيبنما كل محاولات الإيقاع بين هذه الأطياف وخلق البلبلة وتحفيز نشوء خلافات وهمية بينها سيبوء بالفشل ولن يصنف إلا ضمن خانة الأفعال الماكرة والمتربصة بهذه القضية. أريده أن يتذكر جيدا يد تلك الطائرة الحقيقية التي حامت قريبا من " البان " على رؤوس رجال ونساء وأطفال إميضر لترهيبهم... فلم تحرك منهم شعرة واحدة ورجعت خائبة مندحرة .... فكيف ينتظر أن تجد الطائرات الورقية موقعا لها على هذه الأرض العصية على التطويع.. إن قضية إميضر ستنتصر لا محالة بنقائها وطهرها... فكفانا من مثل هذه الأوساخ والترهات التي نخشاها أن تؤخر النصر...أو تصرف النظر عن الطريق و الدرب الموصل اليه...درب 96 كما يسميه أهل اميضر... *فاعل جمعوي وسياسي بتنغير