اكتشف مواطنون، مساء أول أمس الاثنين، جثة رجل في عقده الثالث، كانت تطفو على سطح البحر، بميناء الجديدة. واستنفر الحادث السلطات الأمنية والمحلية بالجديدة، التي هرعت مختلف مصالحها إلى مسرح النازلة، واستعان المتدخلون الأمنيون بمصطافين شباب، كانوا يسبحون خلف الحاجز الصخري للميناء، وانتشلوا جثة الهالك، بعد أن أزالوا من رجله اليسرى حبلا كان مشدودا بإحكام إلى صخرة ثقيلة. وباشرت الضابطة القضائية المعاينة والتحريات الميدانية، التي أظهرت أن الجثة لم تكن تحمل أية آثار للعنف، وأن الضحية كان مرتديا بشكل طبيعي لباسه، وأن الوفاة قد تعود إلى وقت قريب، نظرا لكون الجثة لم تكن في حالة تحلل أو تعفن. وحضرت سيارة الإسعاف لنقل الجثة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس، إذ أدرجتها السلطات الصحية في سجل الوفيات، تحت هوية مجهولة، وأودعتها، طبقا لتعليمات الوكيل العام، في مستودع الأموات، لإخضاعها للتشريح الطبي. وعلمت “المغربية” أن شقيقا توأما التحق، ليلة أول أمس الاثنين، بالمصلحة الأمنية، وتعرف على جثة أخيه. واتضح أن الضحية كان يعاني، قيد حياته، مرضا عقليا واضطرابات نفسية، وكان يعيش حياة تميل إلى التشرد والعزلة، رغم كون عائلته تقيم بالجديدة، وكان يهدد دائما بالانتحار. ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يكون نفذ تهديداته، بوضع حد لحياته، بعد أن ربط رجله بحبل وشده إلى صخرة، وارتمى من ثمة إلى البحر، خلف الحاجز الصخري ل”المرسى”. واستبعدت مصادر “المغربية” أن تكون الوفاة بسبب جريمة قتل، في غياب أية آثار للعنف أو المقاومة. واستحضارا لكل الاحتمالات، فتح المحققون بحثا في النازلة.