مكنت تحاليل المختبر الجنائي، من إماطة اللثام عن أسباب وفاة الراحل سفيان مسبب (26 سنة) المفتش بمصلحة مراقبة التراب الوطني(الديستي) وزوجته الحامل جميلة محسيس(20 سنة )، اللذين عثر عليهما جثتين هامدتين، بمنزلهما الأسري بتجزئة الحسن الثاني بمقاطعة المنارة. فبعد أن ظل الغموض يلف الظروف والملابسات المحيطة بهذه الوفاة المزدوجة، جاءت نتائج تحليلات المختبر الجنائي، لتضع حدا لسيل الأسئلة المحيرة، التي خلفتها القضية. جاءت الحقيقة صادمة، حيث بينت التحليلات أن أسباب الوفاة، تعود لمرهم، يقوم بتسويقه على نطاق واسع، بعض المهاجرين الأفراقة، ويستعمل للعلاج من نزلات البرد.التحليلات المختبرية، كشفت عن وجود كمية من المرهم المذكور، تغطي بعض أطراف الزوجين وانفيهما، ما يؤشر على أنهما قد ألمت بهما نزلة برد طارئة، حاولا تجاوزها بالمرهم المومأ إليه. وبإخضاع المرهم للتحليل، ثبت أن بعض مكوناته سامة، سبب في انتفاخ رئتي الضحيتين، ليلفظا انفاسهما الأخيرة بهذه الطريقة المثيرة. حقيقة جعلت المصالح الأمنية بالمدينة، تستشعر خطورة الأمر، ومن ثمة دق ناقوس الخطر، وتدشين حملة واسعة، لمصادرة نوعية المرهم المذكور، مع توقيف الأفارقة المهاجرين، ونقلهم نحو مدينة وجدة، تمهيدا لترحيلهم صوب بلدانهم الأصلية. وإلى غاية صباح أمس الجمعة، تم ترحيل أزيد من 10 أفارقة صوب عاصمة الشرق، في انتظار ترحيل قافلة أخرى، حيث يذكر أن الفضاءات المراكشية، قد عرفت هجوما كاسحا من طرف المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، الذين يتخذون من التسول والدعارة، وسيلة لتوفير بعض المبالغ المالية، فيما يلجأ بعضهم الآخر، للعمل كباعة متجولين، يعملون على ترويج بعض السلع والمواد ذات النكهة الإفريقية، ومن ضمنها المرهم المذكور، الذي يتم الترويج له، كمادة فعالة في علاج النزلات البردية الطارئة، وإرخاء العضلات المشدودة. العديد من المواطنين، لايترددون في الإقبال على شراء هذه المواد، بالنظر لكون أثمانها زهيدة، وللاعتقاد السائد، بقدرة السحر الإفريقي على علاج بعض الأمراض المستعصية، باعتباره نابعا من تجارب طبيعية، لم تلوثها المواد الكيماوية، التي أصبحت منتشرة في صناعة الأدوية.