تحدثت أغلب الصحف الصادرة اليوم عن حكومة بنكيران التي تم تعينها بالقصر الملكي بالرباط أمس الثلاثاء 03/12/2012 واصفة الحدث بولادة الحكومة الملتحية لأول مرة بالمغرب. “أخبار اليوم” بدأت بالحدث السياسي البارز، وصدّرت له في صفحتها الأولى بالصورة التي جمعت الملك محمد السادس والحكومة الجديدة، وخصّصت للملف أربع صفحات كاملة، وقالت في خبرها الرئيسي، الذي حمل عنوان “حكومة ملتحية لمواجهة الربيع العربي”، “كما كان متوقعا، أشرف الملك محمد السادس أمس على تعيين الحكومة الجديدة التي يقودها لأول مرة في تاريخ المغرب شخص ينتمي إلى حزب إسلامي، هو عبد الإله بنكيران، وذلك في أعقاب الربيع العربي، الذي حمل إسلاميين إلى الحكم في بلدان عربية أخرى مثل تونس وليبيا”. وسجلت الجريدة مفاجئتين لم تكونا منتظرتين، هما “تعيين الشرقي الضريس، وزيرا منتدبا في الداخلية، وهو شخصية محسوبة على ياسين المنصوري، مدير “لادجيد” حيث يرجح أن يتولى الملفات الأمنية في الوزارة، أما المفاجأة الثانية فهي بقاء وزير الأوقاف الحالي أحمد توفيق في منصبه، رغم الانتقادات التي وجهت إليه، بسبب سوء تدبيره للأوقاف، ورغم تحفظات قيادات العدالة والتنمية عليه باعتباره يشجع الطرق الصوفية”. ومن الملاحظات الرئيسية الأخرى التي وقفت عندها “أخبار اليوم”، كما باقي الصحف، وجود امرأة واحدة في حكومة بنكيران، هي بسيمة الحقاوي، وزيرة التنمية والمرأة والتضامن، في وقت تردد أن بنكيران طلب من حلفائه تقديم نساء للاستوزار، وهو ما عدته “إشارة سلبية للمنظمات النسائية خاصة أن حكومة عباس الفاسي عرفت استوزار أربع نساء”. ووقفت الجريدة أيضا عند تولي شخصيات حزبية لأول مرة وزارتين كانتا حكرا على التقنوقراط، ويتعلق الأمر بوزارة الداخلية التي تولاها امحند العنصر، رغم أنه تم تعيين الشرقي الضريس إلى جانبه، ووزارة الخارجية التي عين على رأسها سعد الدين العثماني، وإلى جانبه يوسف العمراني الذي استوزر باسم حزب الاستقلال. وأكدت “أخبار اليوم” أن المفاوض الرئيسي الذي كلف من قبل القصر بترتيب لائحة الوزراء مع عبد الإله بنكيران كان هو فؤاد عالي الهمة. وتوسعت الجريدة في تغطيتها للحدث الهام من خلال أخبار وتقارير وبورتريهات، منها: “حكومة بنكيران بأربعة تقنوقراط وامرأة واحدة” و”قصة ولادة حكومة عبد الإله بنكيران” و”الرابحون والخاسرون بعد ميلاد حكومة الإسلاميين” و”كل ما يجب أن تعرفونه عن وزراء حكومة بنكيران”. بدورها “المساء” تفاعلت مع الحدث السياسي البارز ونشرت تقريرا خبريا في صفحتها الأولى، عنونته ب”حكومة بنكيران تخرج من القصر ب31 وزيرا وامرأة واحدة”، قالت فيه “تتكون التشكيلة الحكومية الجديدة من 31 وزيرا، من بينهم سبعة وزراء منتدبين وامرأة واحدة من العدالة والتنمية، فيما لم يتم استوزار أي اسم نسائي من باقي الأحزاب الأخرى المشكلة للتحالف”. ومضت الجريدة في رصد الخريطة الحكومية بقولها “تضمنت لائحة الحكومة تسعة وزراء سابقين، منهم ثمانية كانوا في الحكومة السابقة، فيما تم تعيين عزيز أخنوش في وزارة الفلاحة والصيد البحري خلافا لما راج من قبل عندما أشيع بأنه سيتقلد وزارة الداخلية، كما تم الاحتفاظ بعبد اللطيف الوديي في الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة مكلفا بإدارة الدفاع الوطني وإدريس الضحاك في الأمانة العامة للحكومة، وأحمد التوفيق في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية”. وتوقعت أن يتم تسليم السلط اليوم الأربعاء. وسلطت “المساء” الضوء على الجانب العائلي لرئيس الحكومة والأجواء التي صاحبت تشكيل الحكومة في بيت ومحيط بيت عبد الإله بنكيران، وقالت في تحقيق “بنكيران يتبرك بوالدته قبل لقاء الملك ووزراء العدالة والتنمية يلتحقون بالقصر من بيت رئيس الحكومة”: “”صليت وفطرت ودزت عند الوالدة لالة مفتاحة” كانت تلك أول أعمال دشن بها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، يوما طويلا وحافلا عاشه لأول مرة في حياته بمعية أسرته الصغيرة وقياديي حزبه المستوزرين”. ومن الأخبار الأخرى التي خصصتها “المساء” لتغطية الموضوع: “وزراء يخلقون المفاجئة” و”تقارير استخبارتية تطيح بمرشحين للاستوزار في حكومة بنكيران” و”غضب في حزب الاستقلال بعد الاعتراض على وزراء شباط”. ولم تتخلف جريدة “الصباح” عن التفاعل الإعلامي مع الحدث السياسي، وأعدت ملفا مطولا امتد لخمس صفحات، أشهرت له في صفحتها الأولى بصورة الملك مع الحكومة وبمجموعة من العناوين المباشرة والمستقرئة ك”الملك يعين الحكومة الثلاثين في المغرب” و”الداخلية تعود إلى الأحزاب بعد 56 سنة وحضور باهت للمرأة”، ولاحظت احتفاظ نفس الوجوه ب”الحقائب السيادية”، ويتعلق الأمر ب”ادريس الضحاك الذي سيواصل عمله على رأس الأمانة العامة للحكومة، التي تعد بمثابة مطبخها التشريعي، وعبد اللطيف الوديي في إدارة الدفاع الوطني، وأحمد التوفيق الذي استمر على رأس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية”، كما لاحظت دخول وزارة الفلاحة في عداد وزارات “السيادة الخمس”، في حين خرجت وزارة الداخلية من جبّة التقنوقراط لتعود إلى الأحزاب بعد 56 سنة”. وفي خبر ثان فضلت “الصباح” أن “تقرأ تركيبة الأغلبية للحكومة”، ورأت، بناء على تحليلات متتبعين للشأن السياسي، أنه “بالنظر إلى المرجعية الإيديولوجية للأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي، والتي تتمايز من إسلامية إلى يسارية إلى يمينية، يظهر أن هذا التحالف غير عاد ويبنى من الناحية المرجعية على أشياء غير واضحة”، وهو الوضع، تضيف الجريدة في خبرها “بنكيران.. الطريق إلى مكتب الرئاسة”، الذي يطرح إشكالية “التعايش بين مكونات التحالف والتكامل في الرؤى والتصورات التي سيشتغل عليها الفريق الحكومي من خلال صياغة البرنامج الحكومي”. واستطلاعا للقادم من الخطوات والقابل من الأيام، قالت “الصباح”، في خبر مقتضب “حكومة بنكيران.. من التكليف إلى التنصيب”، بأن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران سيكون عليه، وفق مقتضيات المادة 87 من الدستور الجديد، بعد تعيين الملك لأعضاء حكومته، أن يتقدم أمام مجلسي البرلمان مجتمعين، ويعرض البرنامج الذي يعتزم تطبيقه. وواصلت “الصباح” عبر العديد من الأخبار والتقارير والبروفايلات والحوارات تسليط الضوء على تشكيل الحكومة، منها: “بنكيران.. رجل المرحلة” و”تعيين الحكومة.. طقوس وتقاليد دار المخزن” و”فريق التصريح الحكومي يقترب من إنهاء عمله” و”وزيرة ضمن 31 وزيرا” و”ظريف: التشكيلة لم تعتبر التحول بالمغرب”.