الخطوة الغير مسبوقة ، التي سيقدم عليها المخرج السينمائي المغربي " كمال كمال " ، في عمله الدرامي الجديد ، عن حياة المطرب الراحل محمد الحياني ، صاحب رائعة " راحلة " ، إن دلت على شيء فإنما تدل ،على مكانة الراحل ، في المشهد الغنائي المغربي ، سنوات السبعينات حيث تألق إلى جانب الرواد ، ك" نعيمة سميح ، عبد الهادي بلخياط ، عبد الوهاب الدكالي ، لطيفة رأفت ، بهيجة إدريس ، إيراهيم العلمي ، رواد الجيل الذهبي للأغنية العصرية ، التي أصبحت تعاني ، اليوم ، في زمن الحديث عن "الدعم " من " أزمة " التجديد و الإبداع ، لتترك المجال سانحا لأغاني من نوع " عاود دردك زيد ...دردك " ، اللازمة الأكثر ترديدا ، لدى جيل اليوم، في العديد من المهرجانات الغنائية و السهرات الفنية و بدون منازع . يحدث كل هذا ، في وقت تعددت فيه القنوات الأرضية منها والفضائية و كثرت فيه المهرجانات الوطنية كما الدولية ، كما عرف الكثير من الانشقاقات النقابية في المجال الفني ، بسبب " الدعم " الذي رصدته وزارة الثقافة للأغنية المغربية ، من أجل النهوض بها و تطويرها في زمن " المنافسة " بينها وبين الأغنية " الشرقية " و أغاني الموجة الجديدة ك" الراب " كما " اللبنانية ". و في الوقت ، الذي كان فيه من المفروض ، على الأغنية المغربية المعاصرة ، أن تتطور و أن تحافظ على وهجها الذي عرفت به ، إبان عصرها الذهبي ، نجد أنها تعيش أزمة " إبداع " وتطوير في زمن " الفيديو كليب " و " اليوتوب " أو إن شئنا القول ، أن لا تظل حبيسة نفسها ، لدرجة أصبح من النادر ، أن تستضيف البرامج الفنية الأسبوعية وجها من الوجوه الفنية المعروفة ، في مجال الأغنية المغربية العصرية ، فأغلب الضيوف بالسهرة الأولى أو " سهران معاك الليلة " ، إما من الفنانين الأجانب أو من نجوم الأغنية الشعبية أو الأغاني الشبابية . من هنا ، يتحمل الإعلام الوطني مسؤوليته في الترويج لنوع غنائي ، دون آخر و الفنان المغربي ، في عدم تجديد أساليبه في الغناء و اللحن ، فالمسؤولية مشتركة ، إن لم نقل ثلاثية الأبعاد ، حيث أن النقابات الفنية ، أبانت عن أهدافها الحقيقية والتي لا علاقة لها ، بوضع مشروع متكامل لتطوير الأغنية المغربية إلى جانب تطوير الوضع الإجتماعي للموسيقى و الفنان المغربي ، بل كانت تهدف إلى تحقيق مصالح شخصية لأصحابها و إلا كيف نفسر " الإنشقاقات " التي يعرفها المجال النقابي الفني بالمغرب ؟ا و ماذا تحقق للأغنية المغربية في زمن تعدد النقابات من أهداف وطموحات فنية ؟ا أي مستقبل ينتظر الأغنية المغربية المعاصرة في زمن " الإنشقاق "؟ا و إلى متى سيبقى المستمع المغربي ، يعيش على إيقاع الذكريات و الزمن الماضي ، التي تعود إلى بداية السبعينات و إلى زمن " القمر الأحمر " و " راحلة " ؟ا و إلى متى سيبقى الفنان المغربي بعيدا عن الحراك العربي و عن المتغيرات التي يعرفها العالم ؟ا فالمعطيات التاريخية ، قد تغيرت و بالتالي يجدر بالفنان المغربي أن يطور من آلياته و أسلوبه الفني ، حتى لا تبقى الأغنية المغربية المعاصرة رهينة " الماضي " وحبيسة " مواضيع " لا علاقة لها بمغرب ما بعد 9 مارس و دستور 1 يوليوز و إنتخابات 25 نونبر الماضي و لا إلى الربيع العربي ولا إلى زمن " إرحل " ، حيث لا مجال للمجاملات ولا للنفاق ، بل البقاء فيه للأصلح و الأجود ؟ا الحل هو التجديد و التطوير .