انتهت "جوقة" الحملة الانتخابية ، وانتهت معها الوعود المعسولة و"الخجولة" لكائنات أجادت،هذه المرة، اللعب على وتر الربيع العربي ، الذي هز العروش الرخوة لأنظمة الاستبداد ،و"الرجعية" التي جثمت على نفوس وقلوب وعقول الشعوب العربية لعقود ، فأفقدتها القدرة على التحليل ، والفهم ، والإحساس ؛ حتى صار المواطن العربي العادي يعتقد أن هذا الحكم الطاغوتي " قدر " ومصير ، و"مكتاب" لا مفر منه ؛ فأذعن له في صبر ، دون رفض ولامقاومة ، يرجو به جزيل الثواب ، وعظيم الأجر ..!! لقد تتبعت أغلب المداخلات الحزبية ، والحملات الدعايئة التي أتحفتنا بها الأحزاب بمختلف تلويناتها الإيديولوجية ، والفكرية ؛ فألفيت أغلبها –إن لم أقل كلها- تقتات من قاموس الربيع العربي الذي ما قام إلا ليسقط مثيلاتها من الأحزاب والنقابات التي ران فسادها على النفوس والعقول ، وطال الجيوب ، وهتك الحقوق ..فسادٌ ترفع عقيرتها اليوم لتسقطه ، وكأن لسان حالها يقول :" أسقطوني فقد بلغ السيل الزبى ، وما عدت أُطِيقُنِي ، وهأنا ذا بين أيديكم ..أسقطوني !!". لقد بدت هذه الكائنات مجردة من كل حياء ، وهي تعرض "كمامرها " السوداء بين يدي من ضحكت عليه لسنوات ملء ذقونها ، تسنزف ثرواته في مسلسل من الوعود لا ينتهي .. وقفت للمرة الألف ،دون خجل، بين يدي هذا الشعب المنهوك، المغلوب على أمره ، وهي تعتقد أن ذاكرته قصيرة قصر نظرها الباهت ، وأن خذلانها له في المناسبات السابقة سيمُرُّ كريما كما عهدته فيمن شارك في تعميَّته ،وتجهيله ،وتفقيره ،وتدجينه بسياسات التيئيس ، والتبئيس ، والتجهيل؛ وهي تسحب منه توقيعات على بياض ، لتمرير مشاريع الريع والاغتناء !!. لقد أثار انتباهي هذا الخطاب الجديد الذي أتحفنا به "صناديد" الحملة الانتخاببية من أمثال :ابن كيران ، ومزوار ، و ابن عبد الله ، وزيان ...وغيرهم .خطاب اختيرت مفرداته من عمق قاموس الربيع العربي.فسمعنا من أفواههم عبارات التنديد بالاستبداد ، و"الحكرة" ، واقتصاد الريع ، و"ابَّاك صاحبي" ، ...وغيرها من العبارات التي صدع بها "الشباب الفبرايري" في مسيراته المعلومة .فتلقفها هؤلاء لتهريب ثمار الحراك الشعبي لصالح هيئاتهم الحزبية ، والترويج لها في كسب أصوات الرافضين . فكيف يستقيم خطاب "ابن كيران " –مثلا- السابق للحملة ، والذي وسمه خصومه بالخطاب "المخزني "، والذي كان معظمه ينصب على مهاجمة "الشباب الفبرايري" ، وتبرير موقفه الرافض للخروج في مسيراته ، وخطابه أثناء الحملة الانتخابية الذي استاق معظم مفرداته من "الخطاب الفبرايري" .فأيُّ "ابن كيران " نصدق!!؟. (لقد جرت العادة منذ العصور الأولى للحضارة الإنسانية أن يكون للكرسي (المنصب السياسي الأول ) مكانة متميزة في اهتمامات الناس وانشغالات الساسة ؛ مكانة دونها المال والعرض والأخلاق . فلا غرو ولا عجب ألا يشذ كل هؤلاء "المحترمون" عن هذه القاعدة فيتساقطوا على أعتاب الكرسي يقبلون قوائمه ، ويتمسحون به ! أليس مسليا لنفوس الفقراء والمحتاجين والمعوزين والأيامى و المعطلين و... أن يتابعوا بالصوت والصورة وزراءهم ورجال أعمالهم وأساتذة جامعاتهم المرموقين ، يصرخون ويبكون ويجذبون ، بعد أن ضاعت منهم فرصة اعتلاء "الكرسي المعظم"؟ بالله عليكم ، أليس هذا مسليا حقا ؟ ! أليس مسليا لهؤلاء الفقراء والكادحين أن يشعروا أنهم ليسوا وحدهم من تُبكيهم قسوة الحياة ومرارتها ؛ بل ثمة أناس آخرون يشاركونهم ذات الإحساس ؟ !! .فليس شيء أحب إلى الله –عزوجل- من إدخال السرور على قلوب الناس! فهنيئا لكم أيها "المحترمون "على هذا العمل الجليل !!)[فقرة من مقال سابق لنا في موقع هسبريس تحت عنوان "الكرسي المعظم !!" [فقرة من مقال سابق لنا في موقع هسبريس تحت عنوان "الكرسي المعظم !!": http://hespress.com/opinions/14185.html ]. ودامت لكم المسرات ..وكل انتخابات وأنتم... !!