في الوقت الذي يتابع فيه المواطنون للشأن السياسي المغربي اللقاءات التلفزيونية الخاصة بعرض البرامج الانتخابية لمختلف الأحزاب المشاركة في الانتخابات التشريعية الجارية، وكذا المهرجانات السياسية، رغم قلتها، أمام حشود المواطنين والأنصار، والتي تحاول من خلالها القيادات السياسية إقناع الناخبين بأهمية برامجها، والمقترحات التي ستجعل مغرب الغد أفضل حالا من وضعه الحالي، فإن العديد من مرشحي هذه الأحزاب ليست له القدرة حتى على قراءة البرنامج الانتخابي لحزبه، فكيف له أن يقنع به المواطنين في دائرته الانتخابية، وبدل الحديث عن برنامج حزبه، فضل تقديم برامج أخرى. ففي دائرة مراكش- سيدي يوسف بن علي، فضل البرلماني المثير للجدل، نجيب ولد العروسية” أن يذبح مساء أول أمس خروفا سمينا من فصيلة “السردي” المعروفة بجودتها، بحي رياض العروس، غير بعيد عن الزاوية الحمدوشية، أمام حشد من أنصاره الذين انخرطوا في الهتاف باسمه. وهو السلوك الذي علق عليه بعض الظرفاء المتفكهين بقوله:” جا يزاوك في زاوية علي بن حمدوش…تقديم القرابين، وركوب “العاود”، هو سلوك سبق لنجيب رفوش أن سلكه خلال الانتخابات التشريعية السابقة، حيث عمد إلى ذبح “عتروس” وسط أنصاره الذين يعدون بالمئات، والذين استعملوا الطبول و”القراقش” في حملتهم الانتخابية. ولعل هذا المرشح قد وجد في أ تقديم “القرابين” وركوب “العاود” الوسيلة الأنجع لاقناع الناخبين أكثر من البرنامج الانتخابي لحزبه. قرابين “ولد العروسية”، وإن كان قد توهم أنها من كانت خلف فوزه بالانتخابات التشريعية السابقة، فإنها لم تنفعه حين قرر خلال شهر ماي الماضي اجتياز امتحانات الشهادة الابتدائية ضمن المرشحين الأحرار، حيث لم يتجاوز معدله فيها 2,22 على 10، وهو ماجعله يفشل في الحصول على الشهادة الابتدائية، لتبقى غصة في حلقه. ومن بين الطرائف التي يتحدث عنها الشارع المراكشي خلال أيام الحملة الانتخابية الجارية، هي الاستقالة التي تقدم بها المرشح الثاني باحدى اللوائح الانتخابية، بدائرة المنارة، للسلطات المحلية بهدف “إسقاط” اللائحة ، بعد “سوء تفاهم” مع وكيلها، غير أن السلطات المحلية أخبرت الأخير أن الاستقالة مرفوضة، طالما أنه سبق وأن تقدم بالتزام مصادق عليه بالترشح ثانيا ضمن هذه اللائحة، وأن اللائحة لا يمكن إلغاؤها.. ولم يكن من أمر المرشح الثاني إلا أن عاد إلى قواعده، ليخبرهم أن ينسوا كل ماقاله في حق وكيل لائحته، ويصوتوا لفائدة لائحة أخرى منافسة. وبنفس الدائرة الانتخابية اختار المرشح الثاني باحدى اللوائح، بعد مرور خمسة أيام من عمر الحملة الانتخابية، أن يساند لائحة أخرى منافسة. وبمدينة أسفي، سبق لعائلة أحد وكلاء اللوائح الانتخابية أن تقدموا بشكاية للأمن الاقليمي، أكدوا من خلالها اختفاء ابنهم، يومين قبل بدء الحملة الانتخابية، وفي الوقت الذي كان الشارع المسفيوي يتحدث عن تهديدات تلقاها المرشح المفترض من قبل منافسين، وأنه من المحتمل أن يكون تعرض للإختطاف من قبلهم، تمكنت مصالح الأمن من العثور عليه اعتمادا على أخر مكالمة هاتفية أجراها بهاتفه المحمول، ولم يكن مكان العثور عليه سوى منزل احدى المومسات، حيث قضى أياما من “الزهو والنشاط”، قبل أن يتم تقديمه إلى النيابة العامة بتهمة خيانة الأمانة، المتمثلة في خيانة مرشحي لائحته الذين كانوا ينتظرون باحد المقاهي عودته من الخزينة لإيداع 5000 درهم الواجب تقديمها قبل الترشح للإنتخابات، غير أنه اختفى عن الأنظار. وبنفس المدينة، تحول بيت أحد الموتى إلى حلبة للصراع بين أنصار لائحتين انتخابيتين، حيث تنافس أنصار كل فريق حول أداء تكاليف “عشاء” الميت، قبل أن يتدخل بعض الأطراف، ليقدموا حلا للنزاع، والمتمثل في اقتسام مصاريف الدفن و”عشاء الميت” مناصفة بين أنصار اللائحتين المتنافستين. وبذات المدينة قضى وكيل إحدى اللوائح الانتخابية حملته وهو ينبه الناخبين إلى عدم الخلط بين شجرة “الأركان” رمزه الانتخابي، مع “النخلة” الرمز الانتخابي لمنافسه. وقد عمد منافسه إلى استنباث نخلة فوق احدى السيارات المستعملة في الحملة الانتخابية. وبمدينة مراكش، وتحديدا بدائرة المنارة تحول بيت أحد المستشارين بالجماعة القروية سعادة، إلى ما يشبه قبة البرلمان، حيث احتضن جميع وكلاء اللوائح الانتخابية المتنافسة، باستثناء لائحة واحدة، وهو الأمر الذي علق عليه أحد المعزين بقوله:” راه هاداك المرشح اللي ماجاش غادي يدي ليكم جميع أصوات الناخبين.. ياالله اللي زار إخفف، ويمشي يحضي زريبتو قبل ما يدخلو ليه عليها”.