اهتزت ساكنة الدشيرة الجيهادية يوم الأربعاء 14 شتنبر الجاري، على أنباء إقدام شابة على الانتحار شنقا في بيته الزوجية. وقع الحادث على الساعة الرابعة والنصف من ذلكم اليوم حسب مصادر أمنية، و تباعا للتحقيقات الأولية فالهالكة خ. ل مزدادة بتاريخ 19 نونبر 1981 بحي المزار بأيت ملول، متزوجة وأم لثلاث أطفال، رزقت من بضعة أشهر فقط بتوأم ذكر في حين بلغت بنتها البكر ست سنوات، الهالكة على مستوى من العلم إذ أنها مجازة مثقفة ونشيطة، كانت تتهيأ حسب مصادر داخل أسرتها لاستئناف دروس الدعم التي تنظمها أحد الجمعيات بعد أن توقفت عن ذلك فور ولادتها، هي بشهادة الكل إنسانة خلوقة و طيبة وفوق هذا وذك شهد الجميع على أنها شديدة الاهتمام ببيتها و أسرتها. وترى ما أقصى ما يمكن أن جعل الحياة تهون حتى تقدم شابة مثل هذه على وضع حد لحياتها، أهي اضطرابات وضغوطات نفسية تعرضت لها، أم أن قدرها وحده هو من قرر أن تؤول إلى تلك النهاية المأساوية؟ ماذا حصل إذا فالمصادر الأمنية التي هرعت إلى عين المكان فور إشعارها بالحادث، أكدت أن الهالكة كانت لا تزال لابسة جلبابها مما يعني أنها كانت خارجة، لماذا خرجت وأين كانت وماذا وقع بين لحظة خروجها وعودتها؟ فحسب ما روي على لسان إحدى قريباتها المقربة، فقد كان زوجها وأولادها في البيت، وفور عودتها من الخارج قبلت أبنائها وهمت بتقبيل زوجها، فباغتها هذا الأخير مستغربا "ما هذا كأنك تودعيننا"، فردت أنها متعبة وتريد أن تدخل غرفتها لترتاح، دخلت الهالكة غرفتها وأقفلت الباب ورائها، سمعها زوجها وهي تتحرك داخل الغرفة وسمعها وهي تجر السرير وبعدها الصمت. وبعد فترة بحث الزوج على "الرومود كنترول" لتبديل القناة التلفزيونية وحين لم يجدها هم بالبحث عنها داخل غرفة النوم، كان الباب مقفلا بالمفتاح نادي زوجته ونادت معه بنتهما ذات الست سنوات، وحين لم ترد توجس الزوج شرا وانتابته حالة من الهلع والخوف، فاستجمع قواه وعمد إلى كسر باب الغرفة. داخل الغرفة صعق الزوج إذ صدمه منظر زوجته وهي معلقة وقد أزاحت السرير، وبغطاء رئسها و بعد أن لفته على رقبتها، علقت نفسها بمقبض نافذة صغيرة المتواجد في أعلى الحائط بالغرفة، والذي تمكنت من الوصول إليه بعد الصعود على كرسي رمته بعيدا بعد أن علقت نفسها. مصادر داخل الدوائر الأمنية أفادت أن الهالكة كانت تعاني من مشاكل مع أهل زوجها وأكدت على وجود قضايا عالقة بينهما في المحكمة، في حين نفت عائلتها علمها بأي مشاكل وأكدت إحدى قريباتها أن الهالكة ماتت ومعها سرها. واستغربت أخريات كيف أن الزوج حجب عنهم بنت الهالكة ذات الست سنوات، وهي التي شهدت ما حدث بدعوى أنها تعاني من الصدمة ويبرمج عرضها على طبيب نفسي. ونقل جثمان الهالكة إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير قصد إجراء تشريح للجثة للتحقق من أسباب الوفاة، وقد ووري جثمان الهالكة التراب لاحقا، بمسقط رأسها بحي المزار بأيت ملول، وسط أجواء مهيبة من الحزن والأسى والذهول، ذهول أسرة كاملة وعائلة وأصدقاء وجيران أمام إقدام شابة تجمعت لديها حسب أسرتها كل أسباب السعادة والهناء، وأقدمت فجأة أن تضع حدا لحياتها مخلفة ورائها زوجا وثلاثة أبناء التوأم منهم لم يصل عمرهما بعد السنة. ويبقى السؤال ما هي الأسباب التي يمكن أن تهون الحياة في نظر شخص أيا كان، ليضع حدا لحياته ويزهق روحا هي سر الله وضعه في خلقه وأمر في كتابه الكريم عدم قتلها. الظاهرة في تكاثر مخيف فلا يكاد يمر أسبوع دون أن نسمع بحادث انتحار، ورغم غياب إحصائيات دقيقة في هذا الشأن إلا أن الواقع يثبت كل يوم ومع كل حالة انتحار أن الوضع خطير، ويقتضي دراسته والإلمام بأسبابه بل والبحث عن سبل الحد منه، إن يكن بالإرشاد أو بالتحسيس أو بإحداث برامج توعية لإنذار محيط الشخص عند ظهور أولى علامات لميول انتحارية لديه. أي نعم حياتنا اليوم عصيبة ولكن الله أكرمنا بدين يعطينا مناعة قوية لتجاوز كل الصعوبات وكل الظروف مهما قست، فالعزاء والسلوان لجميع أهالي أموات المسلمين، وعسى أن يغفر الله لكل من خالف تعاليمه تعالى وقتل النفس التي حرم الله قتلها