ذكر موقع ما يسمى "وكالة الأنباء الصحراوية" التابع لجبهة البوليساريو أن سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر، السيد سامي بن عبد الله صالح أعلن من مدينة وهرانالجزائرية "أن بلاده قدمت هبة غذائية يوم الثلاثاء (أمس) لفائدة اللاجئين الصحراويين. وأضاف سفير العربية السعودية في بيان للسفارة السعودية بالجزائر أن تلك الهبة تندرج في إطار برنامج المساعدات الإنسانية التي تقدمها بلاده للمساهمة في تلبية الاحتياجات الغذائية للفئات التي هي في أمس الحاجة. معتبرا "أن السعودية تحرص على تطوير هذه المساعدات خاصة بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة". وتأتي هذه الهبة السعودية متزامنة مع تقديم وزارة الشؤون الخارجية الايطالية منحة مالية بقيمة 200.000 أورو، قالت أنها تندرج في إطار ما يسمى "البرنامج الاستعجالي لسنة 2011" لصالح اللاجئين الصحراويين. ومعلوم أن عدة جهات مدنية دولية ووطنية قد أعلنت عن قلقها من خطورة إغراق جبهة البوليساريو بالمساعدات الغذائية التي تستقبلها من الحكومات والمنظمات غير الحكومية في غياب تام لأي معطيات رقمية لعدد لاجئي مخيمات تندوف، ولانعدام مراقبة حقيقية لمتابعة أوجه صرف المساعدات الغذائية. إنه وبعد الهبة السعودية البلد الحليف للمملكة المغربية، فإن مطالب المغرب لمجلس الأمن بتفعيل توصية إجراء إحصاء أممي في مخيمات تندوف بات يقتضي تحركا عاجلا وأولوية قبل الخوض في أي عملية تفاوضية، لا سيما أن الجزائر والبوليساريو لم ترضخا بعد لقرارات مجلس الأمن حول ضرورة إحصاء لاجئي مخيمات تندوف للتعرف على التقديرات الحقيقية لحجم احتياجات سكان المخيمات من المواد الغذائية. ذلك أن قلق الجانب المغربي له ما يبرره، ليس لأنه ضد تقديم المساعدات للاجئين ولكن على حجم المساعدات الواجب تقديمها وطريقة تدبيرها، بعد تقدير الحجم الحقيقي لسكان مخيمات تندوف. حتى لا يتم إغراق جبهة البوليساريو بالكثير من المساعدات، التي تحولها نحو ما يهدد الأمن الاستراتيجي للمملكة المغربية واستقرار المنطقة. إن القلق المغربي اليوم جد موضوعي بعد أن بينت عدة دراسات وأبحاث مراكز بحث وتقارير صحفية أن الكثير من المواد الغذائية المخصصة للاجئين في المخيمات تباع في الأسواق السوداء الموريتانية والجزائرية والمالية، أي بيع الزائد منها لتوظيف عائداته في شراء السلاح وتجنيد المرتزقة للقيام بعمليات عسكرية ضد المغرب. وتجدر الإشارة أن عددا من قيادات البوليساريو قد حققت ثروات مالية كبيرة، فهذا محمد عبد العزيز يملك بجزر الكناري فيلا فخمة قيمتها (حوالي 400 ألف أورو)، وقد جاءت تلك الأموال من ميزانية المساعدات المخصصة للاجئين الصحراويين، ونتيجة للمبالغة في عدد اللاجئين للحصول على مساعدات أكثر. مهتم بقضايا الصحراء والشأن المغاربي