« راه ضربو بشاقور .. أوقتلو، خوه راه فخطار.. » يصرخ شاب في عقده الثالث غير بعيد عن «جوطية المحمدية». الشاب كان شاهد عيان على جريمة قتل بشعة جديدة بمحيط السوق. فبينما كان عموم الصائمين يستعدون إلى العودة نحو منازلهم لتناول وجبة الافطار، في أحد أيام شهر رمضان الأخير، فوجأ سكان حي لابيطا وهو من الأحياء الشعبية بإقدام أحد مروجي « المعجون»، على توجيه ضربات مباشرة بواسطة شاقور إلى شقيقين، توفي أحدهما في الحال، فيما نقل الثاني في حالة خطيرة إلى المستشفى المحلي بالمدينة. ترويج المخدرات، ومناطق النفوذ كانت من الدوافع الرئيسية للجريمة التي اهتز لها محيط السوق البلدي. الحي المذكور شهد وبعد أيام قليلة من الحادث المأساوي فقط جريمة قتل مماثلة بعد إقدام زوج على طعن زوجته داخل محل لبيع الهواتف النقالة ببرودة دم، وأمام الملأ، بعد أن راودته شكوك في علاقته به. بالدار البيضاء وغير بعيد عن مدينة الزهور، وفي مشهد لايختلف كثيرا عن صراع الفتوات في الحارات المصرية، فرضت المسماة كبورة وأبنائها أتاوات على البائعين بأحد أسواق مولاي رشيد سيدي عثمان. كبورة استغلت الانفلات الأمني المسجل بهده المنطقة الشعبية، وكان إبنها يقوم بإرهاب الباعة لفرض تطبيق قانون أمه، مشكلين بذلك مافيا لأزيد من 16 سنة ،وبتواطؤ مع السلطة المحلية، ليفيض الكيل بالباعة ويخرجون عن صمتهم ليقدموا شكايتهم إلى وكيل الملك. بنفس المدينة كذلك تمت سرقة 11 كيلو جرام من الذهب بالسلاح الحي بطريقة ألافلام البوليسية في واضحة النهار من أمام مكتب الجمارك الذي يقع وسط العاصمة الاقتصادية، قبل أن تتمكن العناصر الأمنية من إلقاء القبض على الجناة ساعات قليلة بعد ذلك. ولم تخرح مدينة قلعة السراغنة عن قاعدة التسيب الأمني الذي تعيشه العديد من المدن، فسعيد المطري،لاعب الوداد الرياضي السرغيني للكرة المستطيلة، لم يكن يعلم أن مشاركته لساكنة حي جنان البكار، في الإحتجاج ضد ظاهرة استفحال تجارة المخدرات، سيودي به إلى الهلاك، حين عاجله أحد المروجين ،بطعنة سيف أزهقت منه الروح. أما المصلون الذين فضلوا أداء فريضة صلاة الجمعة بمسجد بلوك الحرشة بنفس المدنية، فقد اكتشفوا وبعد انتهاء الصلاة أنهم وقعوا ضحية سرقات منظمة لسياراتهم، حيث اختفت منها كل المتعلقات الثمينة دون أن يترك اللصوص أدلة تمكن من الوصول إليهم. سكان حي جنان الشعبي بدورهم فرض عليهم قضاء ليلة بيضاء، بعد أن لعبت عمد مجموعة من المنحرفين، إلى إثارة الفوضى وسط الحي”،دون ان تتحرك ألة الأمن لوقفهم عنذ حدهم، بالرغم من النداءات المتكررة للتدخل. الاختطاف والمطالبة بفدية، هي الأخرى من المظاهرالجديدة لتصاعد الجريمة المنظمة. مسؤول أمني أفاد أن ست حالات سجلت فقط بمدينة فاس، أشهرها عملية اختطاف زوجة رئيس محكمة بفاس ومطالبة زوجها بفدية مالية قدرها 50 مليون سنتيم. وهي العملية التي أفضت إلى اعتقال أفراد عصابة إجرامية مكونة من أربعة أشخاص يقيم اثنان منهم بفرنسا. العصابة تورطت في ثلاث عمليات اختطاط خطيرة، باستعمال أسلحة نارية وبيضاء، همت كل من مالك عدة حمامات شعبية بفاس وتاجر مجوهرات ومقاول بناء، الاعتداءات المسلحة لم تستثن حتى المسؤولين الأمنيين والقضائيين، كما حدث بمدينة خريبكة، حيث وقع اعتداء مسلح على نائب وكيل الملك بالسلاح الأبيض أمام مقر سكناه، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار مخلفين علامات استفهام عريضة حول توسع الأفعال الاجرامية بمدينة الفوسفاط. وفي قلب العاصمة الإدارية خرج مختل عقلي إلى الشارع حاملا سيفا، وقام وزرع الرعب وسط المارة، مما تطلب حالة استفنار للسيطرة عليه وتجنيب المارة ضرباته العشوائية المميتة. لكن ورغم جملة التدابير الاحتياطية التي تقوم بها إدارة الأمن الوطني في عدد من المدن، فإن ذلك لم يحد من تزايد معدلات الجريمة بمثلثات ومجالات يطبعها، الفقر المدقع، وانتشار المخدرات، والتهميش والاقصاء. انفلاتات أخرجت ساكنة مدن أسفي، وخريبكة، وقلعة السراغنة والحسيمة من دائرة الانتظار والترقب، ودفعها إلى الاحتجاج، بل إلى تشكيل مجموعات على الفيسبوك، كموذج لمجموعة من أبناء مدينة فاس أطلقت على نفسها إسم “معا ضد الإجرام في مدينة فاس”، اقترحت جملة من الإجراءات العملية للحد من نسبة الجريمة بالمدينة، في رسالة إلى كل من يهمهم الأمر للتدخل لوقف نزيف اسمه الجريمة.