المستشفى الإقليمي لمدينة إنزكان، ومعه المراكز الصحية تدخل موتها الإكلينيكي تعبير مجازي جاء على لسان مسؤول بالإقليم، فبعد 38 سنة على اشتغال مركز علاج السل والأمراض الصدرية بإنزكان، تحول سنة 1997 بقدرة قادر إلى مستشفى إقليمي لا يتوفر على المواصفات الضرورية، أطر طبية عاملة شددت أن المؤسسة لا تتوفر على معايير المستشفيات رغم محاولات إعادة تأهيلها. مركز علاج السل تم بناؤه سنة 1959 ظل يستقطب المرضى الوافدين من جميع الأقاليم الجنوبية، لكن القائمين على الشأن الصحي آنذاك ارتأوا تحويله إلى مستشفى إقليمي سنة 1997 ، مع الاكتفاء ببعض الترقيعات والإصلاحات، وخلق مركب جراحي لا يحمل المواصفات الضرورية الواجب توفرها في مثل هذه الأقسام.. لولا اللافتة الكبيرة التي كتب عليها " مستعجلات" لا يكاد يوحي المستشفى بكونه مؤسسة صحية تستقبل المرضى من العديد من الأقاليم الجنوبية، فمشهد " الخياطة" وهم منهمكين في عملية لف الخيوط وصنع ضفائر من الحرير على جدرانه توحي بكونه معملا للخياطة داخل بناية تحتفظ بمقومات عهد الحماية. المستشفى الإقليمي بإنزكان…مؤسسة صحية منهكة القوى، بسبب جملة من المشاكل لم تترد مصادر طبية من الإقرار بها، وظلت هذه المؤسسة بدون مدير بضعة سنواتن ورغم المجهودات التي يبدلها المدير الجديد بعد تعيينه مند بضعة شهور فإن الوضع يتطلب تدخلا مركزيا لإنعاش الصحة بأهم مدينة شعبية بأكادير الكبير.. المختبر بحمل الإسم فقط، جل التجهيزات معطلة، مما يجعل المرضى يعمدون إلى إجراء تحاليل طبية في المختبرات الخارجية، في إشهار مجاني لبعض المختبرات بالمنطقة. أما جهاز الأشعة فقد تعطل قبيل انهاء فترة الضمانة مع ذلك لم تتم إعادته إلى الجهة التي باعته للمستشفى، يجلب المستشفى شركات خاصة لإصلاح الأعطاب. أهمية هذا المستشفى إلى جانب كل ما ذكر توفره على 14 آلة لتصفية الدم، تمتد حصص التصفية مدة خمس ساعات، وكل حصة تتطلب 200 درهم علما أن هناك مجموعتين يشرف عليها طبيبين و7 ممرضين بمعية ممرض آخر من القطاع الخاص تقوم جمعية المختار السوسي بأداء أجره، مع ذلكن تكاد تغيب اختصاصات أخرى بالمستشفى من قبيل اختصاص العيون، أصيب الطبيب المختص بالاحباط لغياب مرفق مجهز ليقرر الرحيل، نفس المصير عرفه قسم جراحة العظام الذي رحل عنه طبيبان . شكايات تلوا الأخرى ومراسلات داخلية وجهت إلى وزارة الصحة لم تجد الآذان الصاغية لدى المسؤولين، قصد الإهتمام بمستشفى يستقبل أكبر ساكنة بأكادير الكبير، وفئات في وضعية اجتماعية هشة، حتى قسم طب الأسنان بالمركز الصحي التابع لمندوبية الصحة غير مشغل، توقف بعد مغادرة الممرض في ظروف اعتبرها البعض ناتجة عن مضايقة أطر عاملة في نفس التخصص. عدة أسباب أدت لتوقف القسم من قبيل غياب إبر التخدير و" البنج" وانعدام التجهيزات، وتشير مصادرنا إلى أن المركز يتوفر على التجهيزات لكنه يظل مغلقا. أنشطة الوحدة الطبية المتنقلة توقفت في الخروج إلى المناطق النائية لأشهر عديدة، لم يتم إنجاز سوى ثلاث خرجات في حين كان من المقرر أن يفوق عدد الخرجات 10، علما أن هذه الأنشطة تفتقر إلى منشطين ما حال دون الوصول إلى الهدف من وراء إحداثها. التهميش والتردي يطال المراكز الصحية المنتشرة بالمدينة، يبتدئ بمركز أيت ملول وإنزكان، ويمتد إلى باقي المراكز الصحية من قبل مركز الجرف، الدشيرة، القليعة، أزرو، التمسية، آيت ملول، وتراست. المركز الصحي الحضري لأيت ملول تم بنائه منذ قرابة سنة لا زال مغلقا ويفتقد لتجهيزات وموارد بشرية، خاصة فئة الممرضين متعددي التخصصات. في الوقت الذي قامت مندوبية الصحة قبل بناء المركز باكتراء منزل مركز مؤقت للعمل يفتقد للشروط السلامة الملائمة للعلاج، باعتباره بناية هشة وآهلة للسقوط. أما قسم صحة الأم والطفل فلا تتجاوز مساحته 20 مترا، علما أنه يعرف إقبالا مكثفا للأمهات الحاملات والراغبات في تلقيح أبنائهن، يفوق عدد الزائرات 50 امرأة يوميا. 12 مركزا صحيا يعاني نقصا في الموارد البشرية فيما تعرف البنايات حالة وصفت ب" المتردية". الأدهى من ذلك أن بعض المراكز تعرضت للسرقة في غياب حراس دائمين خاصين، كما هو الحال لمركز آيت ملول ، الجرف ، أزرو الذي عرف في شهر يونيو المنصرم بسبب اللصوص إتلاف لقاحات يقدر ثمنها بنحو 60 ألف درهم تشير وثيقة موجهة إلى وزيرة الصحة، كما عرف المركز الصحي للجرف إتلاف تجهيزات خاصة ولقاحات وجهت بدورها شكاية إلى الوزيرة الوصية. فميزة معظم هذه المراكز غياب التسييج، والحراسة، ما يجعلها قبلة للمخمورين…هناك طواقم طبية تشتغل في خفاء، في غياب الإمكانيات يشير مصدر قريب من الشان الصحي بالإقليم ، لكن الوزارة الوصية لم تكلف نفسها عناء الإجابة حتى عن المراسلات ولاشكايات التي ترد على ديوانها.