لفظ كمال عماري، أحد أبرز نشطاء حركة 20 فبراير بمدينة آسفي، أنفاسه الأخير، في حدود الساعة الثانية بعد الزوال من يومه الخميس 2 يونيو 2011، بمستشفى محمد الخامس بنفس المدينة. وحسب أحد المقربين من كمال فقد توفي هذا الأخير متأثرا بجروحه وإصاباته التي تعرض لها نتيجة العنف الكبير الذي مارسه عليه رجال الأمن، بنفس المدينة، ليلة الأحد الماضي. وذكرت مصادر من مستشفى محمد الخامس أن كمال عماري نقل إلى الأطباء وهو مصاب ب"نزيف داخلي وبارتجاج في المخ واصابة بليغة في العين وفي جميع أنحاء جسده بعد أن قام رجال الأمن باختطافه وتعذيبه خلال مشاركته في احتجاجات حركة 20 فبراير يوم الأحد المنصرم". كمال عماري من مواليد مدينة آسفي، يبلغ من العمر 30 سنة، وهو مجاز في شعبة الفيزياء وعاطل عن العمل. يعتبر من الشباب المستقل داخل حركة 20 فبراير، إذ أكد العديد من أعضاء تنسيقية الحركة بمدينة آسفي في تصريحات متطابقة ل"هسبريس" أن الشاب لا تربطه أية علاقة تنظيمية بأي تنظيم أو حركة أو حزب سياسي، وأنه يعتبر "من المستقلين داخل حركة 20 فبراير بآسفي". ووصف حكيم سيكوك، أحد مؤسسي حركة 20 فبراير والذي ينشط بمدينة آسفي، وفاة كمال عماري بأنها "جريمة في حق الشعب المغربي ككل وليس حركة 20 فبراير" . وتحدث حكيم سيكوك إلى "هسبريس" من أمام مستودع الأموات بمدينة آسفي حيث أكد أن "شباب الحركة يحاصر الآن مستودع الأموات فيما رجال الأمن يحاولون التسريع بعمالية الدفن"، واستطر سيكوك بلهجة شديدة: "لن نسامحهم على قتلهم كمال.. رحيل كما لن يكون بالشيء الهين بالنسبة للحركة.. وجنازته لن تكون بالجنازة الصغيرة". يشار إلى أن كمال عماري كان قد اختطف ليلة الأحد الأسود، حسب حكيم سيكوك، و"تعرض لتعذيب وحشي على يد رجال الأمن" حسب نفس المصدر، قبل أن يتم رميه في الطريق العام بعد ساعات من التعذيب "في طريق تبعد عن آ'سفي بكيلوميترات عديدة". وختم سيكوك تصريحه لهسبريس بالقول: "نحمل المسؤولية أيضا لأطباء المستشفى الذين أهملوا كمال.. واستشهاده لن تصمت عليه الحركة". للإشارة فإلى حدود كتابة هذه السطور لم يصدر أي موقف رسمي حول وفاة كمال عماري.