صورة للرعاة الرحل عند قدومهم تشهد منطقة دائرة بلفاع ماسة هذه الايام هجوما واضحا من طرف الرعاة الرحل الوافدين من مناطق مختلفة من المغرب، خصوصا من مدن الشرق و من الصحراء...وقد شهدت المنطقة استنفارا من طرف الساكنة المحلية لمواجهة جحافل الإبل و قطعان الأغنام و الماعز التي تجتاح المنطقة بالليل و النهار، دون حسيب و لا رقيب، مما دفع الساكنة الى عقد اجتماعات متتالية مع السلطات المحلية من أجل حماية ممتلكاتهم من جهة و سلامتهم الجسدية من جهة ثانية. الا انه يلاحظ ان المقاربة التي تتعامل بها السلطات الامنية بالمنطقة مع الظاهرة هي مقاربة سياسية.. مما دفع ممثلي السكان و الجمعيات المحلية الى عقد اجتماع مستعجل مع السلطات بمقر قيادة بلفاع اثر الاحداث المسجلة بمنطقة الحرش و بالضبط بدواري \"عكربان\" و\" إمجاض\" حيث تعرض السكانة صباح اليوم لهجوم شرس من طرف عشرات الرحل و هم يمتطون ثلاث سيارات من نوع \" لاندروفير\" بطريق هليودية مما أثار الخوف و الرعب في نفوسهم...و الاستنجاد بالسلطات المحلية و الدرك الملكي و المنتخبون.. بعدما تم الاعتداء الجسدي على بعضهم و كذا انتهاك حرمة المنازل و الهجوم عليها بالحجر باستعمال \" المقالع\" بالإضافة الى الاعتداء على بعض الاشخاص المنهمكين في حفر قبر لاحد المتوفين بذات الدوار، الشئ الذي زاد في هروب الجميع و التزامهم منازلهم إلى حين حضور السلطات الامنية المقتصرة على تطمين الساكنة دون متابعة او حجز هويات المعتدين...ناهيك عن الخسائر المادية المسجلة بمزروعات الساكنة بالمنطقة. كل هذا دفع الساكنة المحلية الى التفكير في إشكال نضالية ترجع لهم كرامتهم و مواطنتهم، خاصة عدم السماح لأبنائهم التلاميذ لحضور الفصول الدراسية خوفا من تهديدات المعتدين بالاختطاف و الانتقام... لذلك فإن الساكنة تطالب من جميع المعنيين من ضرورة تحديد هويات المعتدين و تقديمهم للعدالة، خاصة بعد ادلائهم برقم إحدى السيارات و وضع شكايتهم لدى الدرك الملكي ببلفاع. للتذكير و بالرجوع الى تاريخ المنطقة فقد شهدت الظاهرة تطورات خطيرة كاحداث \" افريان\" حيث لوحظ بعض عناصر الجيش وراء جحافل الابل، و الاعتداء على ساكنة المنطقة، حيث علق عامل الاقليم انذاك على أن المشكل يتجاوزه.... و احداث \" أغبالو بجماعة سيدي وساي\" حيث تم انزال عدد كبير من الرعاة مدججين بأسلحة بيضاء لمحاربة ساكنة ماسة، كما تم ضبطهم محاولين تسميم نقطة الماء الصالح للشرب، و لولا ضرب هولاء المعتدين في إكسابهم لما تم التخلص من اعتداءاتهم... هذه الامثلة تؤكد بالملموس أن السلطات المحلية و الإقليمية عاجزة على وضع حد لهذه الظاهرة، خاصة ان العرف المحلي في هذه الفترات من السنة، تشهد (حصر/ حبس منطقة اركان)الشيء الذي لا يستسيغه المعتدين مما يؤدي الى مواجهات كارثية مثل أحدات ايت عمرو وايت ميلك.. و قد خرج الاجتماع المنعقد بقيادة بلفاع إلى تشكيل لجنة مختلطة لإحصاء الوافدين الرحل و ضبط هوياتهم و مناطق تواجدهم، و اجبارهم على اخبار السلطات بكل التحركات التي يقومومن بها داخل النفوذ الترابي لدائرة بلفاع ماسة، كما تم تكليف رجال القوات المساعدة للسهر على امن الساكنة بالمناطق المعنية. الساكنة المحلية تناشد الجميع تحمل المسؤولية الكاملة في التطورات التي ستنتج عن هذا المشكل في حالة ما تم الاستهانة به...