يحمل مونديال جنوب أفريقيا 2010 الذي أسدل الستار عليه بتتويج اسبانيا ذكرى لا يمكن نسيانها بسهولة من مخيلة عشاق كرة القدم ، حيث شهدت تحول “الأخطبوط بول” الذي يعيش في متحف الأحياء المائية الألمانية، إلى أحد أشهر نجوم مونديال 2010 بعد أن صدقت جميع توقعاته لنتائج مباريات البطولة. تحول “الإخطبوط بول” إلى أحد أشهر نجوم المونديال الأفريقي بتوقعاته الصائبة لنتائج المباريات التي جرى التوقع عليها من قبل القائمين عليه. و “الإخطبوط بول” يبلغ من العمر عامين ونصف ويزن 700 جرام ، ولد في إنكلترا قبل أن ينتقل إلى متحف الأحياء البحرية بمدينة أوبيرهاوزن الألمانية، وبدأت قصة بول في بطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو 2008′′ عندما توقع 4 مباريات صحيحة من أصل 6 مباريات. لكن ” بول” بعد عامين تحول إلى أحد أشهر نجوم المونديال الأفريقي بعد أن صدقت جميع توقعاته لنتائج مباريات البطولة بنسبة 100% ، حيث تنبأ بفوز ألمانيا على استراليا في المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة وخسارتها أمام صربيا ثم فوزها على غانا ثم فوزها على الأرجنتين ، وكان آخرها التكهن بتتويج المنتخب الأسباني للمرة الأولى ببطولة كأس العالم على حساب المنتخب الهولندي و المنتخب الألماني بالمركز الثالث علي حساب منتخب الأوروغواي، و احتفاظ الماكينات ببرونزية المونديال للمرة الثانية علي التوالي. وتعتمد طريقة التوقع على وضع الإخطبوط أمام صندوقين يحتويان على طعام وبداخل كلاهما علمين لكلا المنتخبين المتنافسين، ويختار “بول” الصندوق الذي يحمل علم الدولة التي يرشحها للفوز. ووصف ندرس كوفويد رائد خبراء أسماك الحبار توقعات الإخطبوط الألماني بول بنتائج مباريات كأس العالم والذى انتهت مساء يوم أمس بأنها مجرد ضربة حظ ، واعتبره أعمى. وأشار الخبير الدانماركي في تصريحاته لوكالة الأنباء الدانماركية (ريستاو) إلى أن ما يفعله بول ضربة حظ، مشيراً إلى أن بول يختار علم الفريق الفائز بطريقة غريزية، وأن الإخطبوط أو أسماك الحبار تتسم بعمى كامل للألوان. وأوضح كوفويد أنه قام بالاستعانة بالسمكة الذهبية جيلبرت لإجراء اختبار مماثل لما يقوم به الأخطبوط بول موضحًا أن هذه السمكة تعد أكثر الأسماك غباء لدينا. وسرد الدانماركي أن السمكة قامت بالتنبؤ من خلال الطريقة نفسها التي تستخدم مع الإخطبوط بفوز كل من هولنداوإسبانيا في الدور نصف النهائي في المونديال الأسمر، وتوقعت جيلبرت فوز إسبانيا بكأس العالم. يذكر إلى أن الحديث تواكب مع تنظيم كوفويد للمعرض السنوي 70 عاما من أسماك الحبار في متحف الكائنات البحرية في الدانمرك . ودلّت أبحاث وتجارب علمية أن الأخطبوط ينجذب الى الشكل الأفقي أكثر من العمودي، كما ينجذب الى الحدة واللمعان والوهج الصادر عن اللون، من دون أن يتمكن من رؤية اللون نفسه بالضرورة، لأنه لا يرى معظم الألوان ، إلى جانب أن هذا الحيوان “الأذكى” بين اللافقاريات مع أن الخالق ميزه بأن جعل له 3 قلوب في جوفه بدلاً من واحد، يميل بطبعه إلى النظر يميناً، فيتجه إلى المكان الذي رآه أولاً، أي حيث الجهة اليمنى، مع أن قدرته على التمييز فائقة، بحسب ما يؤكد دارسوه من العلماء. وهناك الكثير من الدراسات والأبحاث تؤكد أن الإخطبوط الذي يعيش بين 5 و6 سنوات على الأكثر قد يكون الأذكى بين اللافقاريات والأكثر قدرة على الاستشعار، لكن قراره في التموضع في مكان معين ناتج عما في ذلك المكان من خطوط أفقية ينبعث منها لمعان أو وهج يبهره ويجذبه الى المكان. أما الخطوط العمودية والألوان الخافتة فيأنفها. وقدم رجال أعمال في أسبانيا عرضا لشراء الإخطبوط بول ، حيث يقام مهرجان سنوي في شهر أغسطس من كل عام للحيوانات الرخوية في قرية كاربايينو بالقرب من أورينسي في شمال غرب أسبانيا، واقترح كارلوس مونتيس (عمدة كاربايينو) فكرة جلب الأخطبوط بول ليكون بمثابة التميمة في هذا المهرجان حيث سيلعب دوراً كبيرا في جذب الزائرين، ورصدت الشركات التجارية في كاربايينو 30 ألف يورو (38 ألف يورو) لشراء بول. وبعد أن طالب الألمان باعدام “بول” وصلت أصداء توقعات بول إلى العاصمة الهولندية أمستردام ، حيث عنون الموقع الإلكتروني لصحيفة “دي تلجراف”: “الصدمة الثالثة للأورانج”، وفي عنوان آخر قالت الصحيفة: ” الإخطبوط بول كان على حق ” .