غيبت التدابير الإحترازية ضد كورونا للسنة الثانية على التوالي، احتفالات عيد الشغل عن الساحات الكبرى وشوارع المدن المغربية، على غرار بلدان العالم، وذلك بعد ظهور طفرات جديدة للفيروس. فاتح ماي الذي كانت تخصص له منصات للخطب ومسيرات عمالية ترفع فيها مطالب الطبقة الشغيلة من خلال شعارات ولافتات تختزل الآمال في مناخ سليم للعمل يفضي إلى تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية، خاصة لفائدة الطبقة العاملة، بات اليوم مبعثا للإحباط بالنسبة لهذه الطبقة في ظل غياب المسيرات العمالية والمهرجانات الخطابية بفعل حالة الطوارئ التي قررتها السلطات العمومية، مما حرم النقابات العمالية من تقييم حصيلة التدبير الحكومي للقطاع العام والقطاعات المهنية على وجه الخصوص. وفي ظل هذا المنع، لجات النقابات إلى الاستعانة بالوسائط الإجتماعية للتواصل مع الشغيلة التي تمثلها والمؤسسات الحكومية، باعتبارها الوسيلة المتاحة لإبلاغ صوت تلك الفئة من المجتمع في الظرفية الصحية الإستثنائية. وبهذا إستطاعت النقابات العمالية الأكثر تمثيلية، في عيدها الأممي إلى بث كلماتها ومطالبها عن بعد، إلى جانب مجموعة من الأنشطة والبرامج الإلكترونية المختلفة، إحياء لذكرى دون تجمعات عمالية. وكانت الحكومة قد قررت منع جميع الإحتفالات الميدانية ذات الصلة بالعيد السنوي للعمال يوم فاتح ماي 2021، تفاديا لكل ما من شأنه خرق حالة الطوارئ الصحية.