عرفت إيطالية حقبة سياسية جد صعبة خلال الحكومة المنتهية بقيادة "كونتي" في غياب أغلبية مطلقة و صراع بين الأحزاب السياسية في ظرفية صحية كان فيها البلد في حاجة إلى استقرار لأجل الخروج من الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية المترتبة عن تفشي الوباء مما عجل بسقوط الحكومة. و في انتظار انتخابات جديدة لا تسمح بها الفترة الراهنة، اتفقت القوى السياسية الإيطالية على تشكيل حكومة تكنوقراطية برئاسة "ماريو دراغي" الرئيس السابق للبنك المركزي الأوربي و المعروف بحنكته في تسيير الشؤون الاقتصادية، في محاولة لإيجاد حلول عاجلة لإخراج إيطاليا من الآزمة الخانقة. هذا وقد وعد "دراغي" إبان تنصيبه بجلب مساعدات مالية مهمة من أوربا لضخها في الاقتصاد الوطني لخلق توازن و إطلاق برنامج تنموي مستعجل. في هذا للسياق، اتصلنا بالبرلمانية الإيطالية و المحللة السياسية من أصل مغربي السيدة سعاد السباعي ، حيث أفادتنا بأن إيطاليا في أمس الحاجة إلى حكومة مستقرة ، بإمكانها مواجهة الأزمة في أحسن الظروف حتى يتسنى إعادة دوران العجلة الاقتصادية، و يبقى "دراغي" الشخص الأمثل لهذه المهمة، كما أن الحكومة الجديدة نبعت عن توافقات بين مختلف الأحزاب، و في هذه الظرفية الدرامية، يضحى رئيس الحكومة الجديد هو الضامن لاستغلال الأموال القادمة من أوربا (280 مليار يورو) بالشكل الصحيح. بعض الأحزاب اليمينية، تتابع السباعي، مثل "إخوان إيطاليا" قررت عدم الدخول في الحكومة التنفيذية بسبب توجهاتهم السياسية لكنها أكدت هي أيضا على عمها خلق معارضة باءة في الوقت الراهن. و من جهة أخرى ترى السيدة السباعي أن خلو لائحة الوزراء الجدد من النساء يقلل من الثقة في الأحزاب اليسارية التي تعتبر الداعمة الأساسية لتكافؤ الفرص، لكن الأهم هو مواجهة الأزمة الاقتصادية، الاجتماعية و الصحية، و ل "دراغي" الأهلية لقيادة حكومة بشكل جيد لصالح إيطاليا ، و في المستقبل القريب سيتمكن بكل سهولة من الفوز بالانتخابات السياسية القادمة.