شنت السلطات المحلية بمدنية انزكان أول أمس حملة لتحرير المللك العمومي بأهم الشوارع والساحات التي تحولت إلى أسواق متنقلة، تساهم في خلق اختناق واكتضاض مروري ، يمتد منذ الساعات الأولى من صبيحة كل يوم ويستمر حتى مغيب الشمس. واستعانت السلطات المحلية بكافة قواها، من قوات مساعدة وأعوان للسلطة والشرطة الإدارية التابعة لبلدية المدينة، لإقناع الباعة المتجولين بضرورة اخلاء ممرات الراجلين والأرصفة، ومنهم من يستمر في الزحف ليأتي على شوارع المدينة، وامتدت الحملة لتشمل أصحاب المحلات التجارية الذين بدورهم، كانوا يلجأون إلى تقنيات لمحاصرة شوارع المدينة بوضعهم للافتات وسلع وعربات ودراجات هوائية ونارية أمام محلاتهم، حتى يتمكنوا من استغلال الملك العمومي لفائدتهم. من جهتهم لم يلتزم هؤلاء الباعة المتجولون الصمت إزاء هذه الحملة، ففي تصريحات متفرقة لهم، أكدوا أنهم وقعوا ضحية تسيير المجالس المكلفة بتدبير الشأن المحلي بالمدينة، فقد سبق وتم توجيههم بتكوين جمعيات، قصد الاستفادة من أحد الأسواق القريبة من المركز التجاري مرجان، حيث تم تخصيص مربعات لهم ليستفيدوا منها، مقابل اخلاء ممرات وطرقات وساحات المدينة، غير أنهم وحسب تصريحاتهم، تفاجأوا بأناس آخرين لا علاقة لهم بميدان تجارة القرب(الفراشة) يستفيدون، ومنهم من ترك تلك المربعات وعاد إلى الشارع العام. ويبقى الرابح الأكبر في الصراع القائم بين الباعة والمتجولين، والسلطات المحلية التي تشن حملات محتشمة بين الفينة والأخرى قد يصل الفرق الزمني بينها إلى ستة أشهر وأكثر، هو الزائر للمدينة الذي أصبح بإمكانه التحرك بكل سهولة بين أسواقها ومحطاتها.