أكد مشاركون، أمس السبت، في ندوة نظمت على هامش منتدى كرانس مونتانا، الذي تحتضنه مدينة الداخلة من 15 إلى 20 مارس الجاري، أن التدبير الحضري الفعال بإفريقيا يمر عبر تحقيق التنمية الاقتصادية للقارة. وأبرز المتدخلون في الندوة المنظمة تحت عنوان "التدبير الحضري الكوني،تحدي لجل القارة الأفريقية" والتي أشرف على تسييرها الكاتب العام لمنظمة "المدن والحكومات المحلية لأفريقيا المتحدة" السيد جون بيير مباسي، أن التدبير الناجع للشؤون المحلية من شأنه أن يمكن من لعب دور المحرك للتنمية في أفريقيا. ونوهوا خلال هذا اللقاء، الذي جمع عمداء مدن ومسؤولي جماعات ترابية من مختلف بقاع العالم، بالتجربة المغربية في مجال التدبير الحضري، والتي تعتمد بحسبهم، على مقاربة عامة وشاملة ومتكاملة، من حيث الأهداف والمشاريع والسياسات، وفي نفس الوقت تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مع انخراط للفاعلين المختلفين. وسجلوا في هذا الصدد، أن الوصول إلى تنمية اقتصادية على المستوى المحلي في أفريقيا، يمثل تحديا مهما التي يتوجب على دول القارة أن تواجهه، اعتمادا على معايير الحكامة الجيدة. وأشاروا كذلك إلى المشاكل المهمة التي تواجه هؤلاء العمداء والنواب المحليين، منها تدبير الأراضي وسبل التمويل والتخطيط والاقتصاد الحضري والبنية التحتية والتنمية الحضرية ومشكل السكن غير اللائق. وفي هذا الصدد، أشار مدير التعمير في وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيد توفيق بنعلي، إلى أن القرن الواحد والعشرين يتميز بثلاثة اتجاهات رئيسية ، وهي التعمير الحضري المكثف، والاتصال المكثف سواء بين الناس أو بين الأجهزة، وتمويل الأراضي، مؤكدا على أن الاقتصاد العالمي سيكون مدفوعا من الآن فصاعدا بالتعمير الحضري. وبحسب السيد بنعلي، فإن التجربة الدولية تظهر بأن التنمية الحضرية والتنمية الاقتصادية يسيران جنبا إلى جنب، مشيرا إلى أنه عندما يتم إدارة عملية التعمير الحضري بشكل جيد، يمكن خلق وفورات الحجم تؤدي إلى زيادة في الإنتاجية، مشيرا إلى أن المغرب عرف طموحا إقليميا جديدا باعتماده آليات مالية أكثر إنصافا وتحفيزا من أجل تضامن إقليمي، وباعتماد كذلك على التعاقد كأساس للعمل الإقليمي. ودعا في هذا الصدد، إلى الاستفادة من التعمير لتشجيع نموذج جديد للتنمية، وتقليص الفوارق الإقليمية لفائدة التقدم والازدهار المتقاسم، ودعا كذلك إلى التخطيط لإدماج السياسات العامة بشكل صحيح، مع التركيز على استخدام الأراضي، والسكن، والتنقل، والتحول الطاقي، والتكنولوجيا الرقمية والابتكار. كما ذكر السيد بنعلي بالمشاريع الهيكلية الكبيرة في مجال التنمية العمرانية الأفريقية، التي تم إطلاقها تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال زياراته الأخيرة للعديد من الدول الأفريقية ، كمشاريع مدينة كوناكري الغينية والتخطيط للعاصمة جديدة لجنوب السودان. واهتم من جهته، عمدة برازافيل الكونغولية، كريستيان أوكيمبا، بالتجربة المغربية في مجال اللامركزية، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل مرحلة هامة لتقاسم المعارف وتقوية التعاون جنوب-جنوب في مجال التنمية الحضرية. وتطرق اللقاء أيضا لمواضيع أخرى من قبيل "التنمية الحضرية..تطور بشري لا مفر منه أمام تدفق الساكنة في المدن" و"الولوج إلى السكن في صلب إشكاليات التعمير" و"التنقل بكل أنماطه، رافعة للتنمية الحضري المتناغمة والاندماج الاجتماعي" و"المتطلبات البيئية بالمناطق الحضرية" و"الحفاظ على الأمن الحضري بالنسبة للأشخاص والممتلكات".