بعدما كشفت أشرطة فيديو، سجلها مهاجرون مغاربة محتجزون في السجون الليبية، مشاهد مؤلمة لشباب مغاربة تحوّل حلمهم بالهجرة إلى عطش، وجوع، واحتجاز، حصل "اشتوكة ابريس′′ على معطيات تؤكد أن عددا منهم تعرضوا، أيضا، للاغتصاب. وتحدث ل"اشتوكة ابريس" مصدر مسؤول، من العاصمة الألمانية برلين، رفض كشف اسمه، وأكد وجود تقارير رسمية لدى الحكومة الألمانية، توثق لتعرض المحتجزين المغاربة للاغتصاب، من خلال شهادات مهاجرين أفارقة تمكنوا من الوصول إلى إيطاليا عبر قوارب الهجرة السرية، ومنها انتقلوا إلى ألمانيا. المصدر نفسه أضاف أن المحاضر الرسمية المتوفرة لدى قطاع حكومي ألماني، والتي أُنجزت، قبل أيام فقط، توثق لشهادات مهاجرين صوماليين، صرحوا بأنهم تعرضوا للاغتصاب داخل السجون الليبية، وهو ما تعرض إليه محتجزون مغاربة، أيضا، حسب قولهم. وعلاقة بالموضوع، نقلت "دويتشه فيله" الألمانية، قبل أيام، عن رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، جوان ليو، قولها في مؤتمر صحافي في بروكسيل، إن الأوضاع في المخيمات، التي أقامتها الحكومة الليبية، والانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان هي أسوأ ما شاهدته هناك، حيث يتعرض السجناء للضرب بالعصي. ووصفت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، بعد زيارتها لأماكن إيواء المهاجرين في ليبيا، سعي الاتحاد الأوربي إلى إغلاق طريق المهاجرين من ليبيا إلى إيطاليا، بأنه أمر "فظيع"، بينما أصبحت أوضاع هؤلاء المهاجرين في المخيمات الليبية لا تطاق. وأضافت المتحدثة ذاتها أن "الرجال، والنساء، والأطفال، هناك جاثمون على الأرض في غرف مظلمة، ومزدحمة، وتتعرض النساء، خصوصا الحوامل منهن، للاغتصاب المنظم، وأزواجهن للضرب"، وتقول الطبيبة المتأثرة بشدة، "هذا ما قالوه لي، كانوا يستطيعون التكلم بالهمس فقط، وكانوا يتوسلون أن نخرجهم من هناك، لم أستطع أن أفعل شيئاً سوى الاستماع". وكان شباب مغاربة في السجون الليبية، نشروا قبل يومين، شريطين بالصوت، والصورة، يكشفان الظروف المأساوية، التي يعيشونها، بعدما ألقت السلطات الليبية القبض عليهم، قبل أن يتحقق حلم وصولهم إلى السواحل الإيطالية، مقابل أداء ما بين 3000 و4000 أورو لكل شخص. وناشد المحتجزون المغاربة الملك محمد السادس قصد التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم، وتمكينهم من العودة إلى أرض الوطن، وقال أحدهم إنهم مغاربة في عز شبابهم، كان لهم طموح الوصول إلى إيطاليا، فأصبح مصيرهم اليوم مجهولا، ويعانون الجوع والعطش. واستغرب الشباب المغاربة من بقائهم وحدهم داخل السجون الليبية، بينما رحل المصريون، والتونسيون، والجزائريون، وباقي المهاجرون الأفارقة إلى دولهم، وأكدوا أن أغلبهم من مواليد عام 1999 و2000.