بعد المحاولات الأخيرة المتكررة للمهاجرين السريين من دول إفريقيا جنوب الصحراء لاقتحام السياج الحدودي المحيط بمدينتي سبتة ومليلة، اتهمت عناصر في الحرس المدني الإسباني المملكة المغربية "برفع يدها" وعدم اعتراض المهاجرين مشيرة إلى أنها "تجهل أسباب غضب السلطات المغربية". وخلال الآونة الأخيرة تمكن عدد من المهاجرين السريين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من تجاوز رجال الأمن المغاربة والإسبان، والدخول إلى مدينتي سبتة ومليلية، فيوم الإثنين تمكن 187 شخصا من أصل 300 من دخول المدينتين عبر البوابات التي تستعمل عادة كمعبر حدودي. وفي اليوم الموالي حاول آلاف المهاجرين السريين دخول مدينة سبتة، وتمكن 200 مهاجرا من بينهم من دخول المدينة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية. وعلى الرغم من الثناء الرسمي في إسبانيا على الجهود التي يبدلها المغرب في مجال مكافحة الهجرة السرية، إلا أن هناك أصواتا في الجارة الشمالية تنتقد الموقف الرسمي لحكومة راخوي من الدور المغربي في هذا الملف. ولم تأت هذه الانتقادات من الأحزاب أو الجمعيات المعرفة بعدائها للرباط، ولكن أتت من صفوف القوات الأمنية. فقد نقل "يابلادي" الذي أورد هذا الخبر، عن صحيفة "الكونفيدونسيال" الإسبانية المعروفة بقربها من الأجهزة الأمنية في مدريد عن أعضاء في الحرس الوطني الإسباني، حديثهم عن "رفع المغرب ليده" بخصوص ملف الهجرة السرية، بقصد "بعث رسائل لحكومة راخوي". وذهب هؤلاء إلى أن الوضع الحالي لا يختلف عما كان عليه الحال خلال شهر فبراير الماضي، حين تعالت الأصوات في إسبانيا متهمة المغرب بالتغاضي عن اقتحام المهاجريين السريين للحواجز الحدودية، ردا على موقف بعض المسؤولين الإسبان في الاتحاد الأوروبي، حين سارعوا إلى الإعلان عن امتثال بلادهم لقرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في 21 دجنبر من سنة 2012، الذي يتحدث عن أن الاتفاق الفلاحي الموقع بين الرباط وبروكسيل لا يشمل أراضي الصحراء. وبحسب الصحيفة الإسبانية فإن أفراد الحرس المدني الإسباني يجهلون "أسباب غضب المغرب" هذه المرة. عموما فمن الواضح أن حجم تدفق المهاجرين السريين على الشواطئ الإسبانية وكذا على مدينتي سبتة ومليلية، يظل مؤشرا على حالة العلاقات المغربية الإسبانية. ويرى مراقبون أن هذه التطورات يراد بها إعادة ملف طلب المغرب من أسبانيا التفاوض حول سبتة ومليلية المحتلتين.