تشهد مصر خلال هذه الفترة هبة مجتمعية للخروج للاحتجاج ضد الأزمة الخانقة التي أصابت مصر في مختلف المجالات بسبب الحكم الدكتاتوري للحاكم العسكري عبد الفتاح السيسي الذي هدم البلاد وقهر العباد، فقد دعت حركات احتجاجية كحركتي "محلاوي ثوري" و"شباب ضد الانقلاب" وجماعة الإخوان المسلمين مختلف فئات الشعب للنزول إلى الميادين والمشاركة في "انتفاضة الغلابة" المقرر تنظيمها يوم 11 نونبر القادم. وتأتي هذه الانتفاضة حسب بلاغ للحركات الدعاية لها "لإنقاذ البلاد ووقف نزيف الانتهاكات وغلاء الأسعار وتردى الأحوال، وانتهاك حقوق وحريات المواطن، وعدم التعاطى مع مشكلات المواطنين وارتفاع معدلات الجريمة والظلم الواقع على المواطنين وفشل السيسي قائد الانقلاب وحكوماته في التعاطي معها بحلول عملية ما زاد من تردي الأوضاع" . وأضاف ذات البلاغ أن "ما يجري الآن من سياسات حمقاء، واستهتار بأحوال الشعب المعيشية، وما يمس ضروريات الحياة، قد وصل إلى درجة خطيرة تهدد استقرار البلاد، وتقود إلى فشل الدولة وانهيارها بالكامل" مشيرا إلى كون هذه الهبة الاحتجاجية ستعمل على "تصحيح المسار واستعادة الثورة لتحقيق أهدافها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية" . وقد انتشر هاشتاغ #ضنك بمعنى "ضنك الحياة" على مواقع التواصل الاجتماعي موازاة مع الدعوة الميدانية التي شملت مختلف المدن المصرية وقراها للمشاركة بقوة في هذه الانتفاضة. من جانبها دعت جماعة الإخوان المسلمون، الشعب المصري إلى "التحرك لإنقاذ سفينة الوطن وقد شارفت على الغرق، ولابد من الأخذ على يد الظالم حتى ننقذ وطننا وأبناءنا، وأن تستعيد ثورة 25 يناير زخمها وحشودها في كل ميادين وشوارع مصر، حتى يسترد الشعب حريته وكرامته وإرادته وثرواته، التي أهدرها الفاسدون الخونة" . وحذرت الجماعة المصرية من "خطورة سيطرة العسكر على مؤسسات الوطن وثرواته دون حسيب أو رقيب، مما أدى إلى هذا الغلاء الفاحش الذي يكتوي به المجتمع المصري كله، وما أصاب العملة المصرية من انهيار غير مسبوق، إضافة إلى توقف شبه كامل للاستثمار، وتراجع كبير للدخل القومي، وانتشار شديد للفساد، وانهيار كامل للحياة السياسية والبنية الاجتماعية" . وأضافت الجماعة في بيان لها نشرته صباح اليوم 20 أكتوبر 2016 "مازال في جعبة الانقلاب قرارات جديدة تزيد من معاناة وآلام الشعب المصري، الذي يمر بحالة من الغليان، لن يسكنها أو يهدئ منها تغيير وزاري صوري، أو أبواق إعلامية فاسدة تبيع لنا الأوهام وتروج الأكاذيب، وحتما سيحدث الانفجار في النهاية إن عاجلاً أم آجلاً" . وقد شهدت مدن مصرية في الفترة الأخيرة مظاهرات غاضبة ورافضة للإعدام والظلم الممارسين بحق شرفاء الوطن، بالإضافة إلى الاحتجاج على ما آلت إليه الأوضاع من غلاء للأسعار، وانهيار الخدمات واشتعال الأزمات.. وقد تفاعل معها الشعب برفع علم مصر وصور الرئيس الشرعي المنقلب عليه محمد مرسي، وشارات رابعة وصور الشهداء والمعتقلين، مؤكدين على المشاركة في "ثورة الغالبة" في 11/11 القادم لانتزاع الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.