يمْلأ الخطاب الرسمي الساحة بالحديث عن التعليم وأزمته الخانقة التي يتخبط فيها ، لكنه يرفض بالمطلق الوقوف على جوهر الأزمة وفتح ملفاتها، فهولايخبرنا أن هذا القطاع تم تفويته بالكامل لصندوق الدولي يتحكم فيه كيف يشاء ، وبالتي فتلك المؤسسة هي التي تحدّد أهداف التعليم الكبرى وتضع سقف ميزانيته بل تتحكم في مقرراته الدراسية على مستوى الأهداف ،ياسادة أتدرون أن كل الشعارات الجوفاء التي يرفعها الخطاب الرسمي هي تقليعات للاستهلاك والتمويه لاغير ،والهدف المركزي الذي يؤطر اليوم التعليم ببلادنا هو : تخريج جيش من طلبة التكوين المهني ذوي الكفاءة المحدودة جدا والمنحصرة في تقنيات بعينها ، وهؤلاء الخريجون أقصى أفقهم أن يكونوا احتياط يد عاملة رخيصة لشركات أجنبية مُعولمة قد تحتاجهم في مشاريعها الكبرى بأثمنة زهيدة من هنا يكون البحث العلمي والتكوين العالي وتخريج الكفاءات الوطنية العليا في شتى المجالات... مجرد أهداف محدودة جدا ومقصورة على نخبة النخبة التي لاتشكل شيئ أما جيوش العاطلين وشبه العاطلين ،هذا على مستوى المواد العلمية أما بخصوص مواد العلوم الإنساية فقد تم التصريح بموتها ونهايتها وعدم الحاجة إليها منذزمان