يعتبر الشيخ سيدي البوزيدي ، الكائن ضريحه بغمارة ، من كبار علماء المغرب ، الذين جمعوا بين علم الحقيقة و علم الشريعة ، و قد انتشر صيته إلى أرجاء عديدة من المعمور ، و يقع ضريحه سيدي البوزيدي ، العلامة الصوفي الشهير ، بتراب جماعة اسطيحات “قبيلة بني زيات” الغمارية ، و لا يبعد عن البحر إلا بمسافة قليلة ، تحيط به الخضرة من كل جانب صيفا و شتاء و ربيعا و خريفا ، و يقصده الزوار من كل أنحاء العالم خاصة في فصل الصيف من كل سنة ، فضلا عن المواسم و الأعياد . و قد نال سيدي البوزيدي العلوم اللدنية و الدنيوية على يد شيخه الكبير سيدي العربي الدرقاوي ، و غيره من علماء المغرب ، و كانت له مكانة خاصة لديه ، غذ كان يوصي كل أتباعه و تلامذته بالإنصات إليه و اتباعه ، و قد كتبت الله لسيدي أحمد بن عجيبة دفين منطقة الزميج قرب خميس أنجرة بالتتلمذ على يد الشيخ سيدي البوزيدي ، حيث أصبح هو بدوره شيخا لعدد كبير من المريدين ، ناقلا إليهم فتوحات و أنوار سيدي البوزيدي . و يذكر المؤرخون بأن سيدي البوزيدي ينحدر من قبيلة بني سلمان الغمارية ، و كان يجتع عليه فيها في حياته آلاف المريدين و المحبين ، يأتونه من البدو و الحضر إلى أن ضاقت عليه زاويته بالعدد الكبير من المريدين ، و بدأ يأذن لبعض تلامذته النجباء الفطناء بأن يعلموا الناس دينهم و يرشدوا الضال إلى هدي الدين الرحيم المستقيم ، و ينظر بعض مريديه و مريدي تلامذته بساحة ضريحة بتيكيساس ، ليلي الذكر و الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، تتخللها دروس و مواعظ حول مناقب و سيرة الشيخ العظيمة ، يتابعها الغماريون بقلب خاشع و عقل بصير ، لما لهم به من أواصر المحبة و علاقات المريدية . رحم الله سيدي البوزيدي و نفعنا بعلمه و أرشدنا إلى عمله .