على طول الطريق الرباط بين تطوان و الجبهة و التي يزيد عدد سافتها عن المئة كيلومتر ، يعاني ركاب حافلة النقل الشاوش الرعب التام و الخوف الكبير على حياتهم ، بسبب الاكتضاض و الحمولة الزائدة التي تتحملها الحافلة دون وجه قانون ، ففي آخر رحلة للحافلة من تطوان نحو الجبهة شاهد شهود عيان 17 راكبا فوق عدد المقاعد القانونية ، حيث اكتضوا في الممر الوحيد الفاصل بين المقاعد ، إلى غاية الجبهة ، مما تسبب في حالة استنكار من طرف الركاب ، خاصة و أن المسؤول الثاني بعد السائق يحث العدد الزائد من الركاب أن ينحنوا كلما مرت الحافلة بنقطة تفتيش الدرك ثم يأمرهم بالقيام و كأنهم مهربون أو في حالة فرار أو مشتبه فيهم ، و ليسوا مواطنين اللآزم هو أن يحصلوا على مقعد مريح بعدما أتوا ثمن التذكرة المحدد في 40 درهما للفرد . خطر حقيقي يعيشه ركاب هذه الحافلة حافلة الموت يوميا ، إذ يتعمد المسؤولون عنها إضافة عدد كبير من الركاب دون مقاعد يكتضون في الممر الوحيد الذي يعتبر ممر السلامة ، فضلا عن الأثقال الكبيرة جدا التي يضيفونها في صناديق الحافلة ، إن عدد 17 راكبا بدون مقعد ، خطر حقيقي على الركاب جميعهم ، لأن الحافلة تزداد تعرضا لكل أشكال المخاطر بسبب الزحام ، مع وعورة المنحدرات و الالتواءات و العقبات الموجودة في الطريق المؤدي من تطوان إلى الجبهة ، و الأغرب في الأمر أننا لما وصلنا إلى نقطة التفتيش بمركز أمتار ، لاحظنا كيف دخل رجال الدرك إلى سيارتهم مباشرة عند وصول الحافلة عندهم ، و كأن الأمر مخدوم و متفق عليه بعناية كبيرة ، ثم واصلت حافلة الموت طريقها نحو الجبهة ، يا للعجب و كأن حياة أولائك الركاب جميعهم لا تساوي شيئا في أعين رجال الدرك مقال "المعلوم" . يذكر أنه في نفس الطريق الرباط بين تطوان و الجبهة ، سبق لضحايا أن سقطوا موتى في حادثة سير ارتكبها سائق حافلة مثل التي بين أيدينا ، و كان على متنها عدد من الركاب فوق العدد القانوني .